مهند ال كزار
منذ اللحظة الاولى; التي أعلن عنها على سقوط نظام صدام حسين، ومخاوف دول الخليج كانت في أوجها من شكل النظام السياسي القادم، خصوصآ وأن أغلب القوى المعارضة انذاك كانت من الطائفة الشيعية، التي كانت رافضة لممارسات الحكم البعثي، والتفرقة العنصرية والمناطقية التي يستخدمها ضد أبناء البلد الواحد .
رغم المقاطعات، الدبلوماسية، والعلاقات المتشنجة التي عاشها النظام السابق مع دول الجوار الاقليمي، الا أن ذلك لم يمنع من البكاء، والعويل على فقدانه، ليس مصلحة ولا حبآ، بل لان البديل القادم سوف يكون حكم الاغلبية، التي طالما كانت تختلف معها فكرياً وعقائدياً ، لذلك منذ عام ٢٠٠٣، وهي تحاول جاهدة النيل من العملية السياسية وبشتى الطرق و الوسائل.
أخر هذه العمليات; ما نشرته صحيفة اخبار الخليج البحرينية، وعلى صفحتها الاولى، والذي بدأته; كشفت صحيفة فزغلياد الروسية، عن ضابط المخابرات الروسي فياتشلاف ماتوزوف، أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بعث رسالة خطية إلى رئيس جهاز المخابرات البريطاني (إم.آي6) أليكس ينجر، يدعوه فيها إلى إنهاء خدمة رجل الدين الشيعي علي السيستاني في العراق.!!
وتابعت الصحفية في عددها الصادر بالرقم; ١٤١٧٧ في يوم الأحد ١٥ يناير ٢٠١٧ م، الموافق ١٧ ربيع الثاني ١٤٣٨ هـ بان ماتوزوف اضاف;
أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، عبر عن قلقه إزاء هذه الخطوة، واعتبرها مسألة خطيرة، مشددًا على ضرورة إعادة النظر فيها، بعد أن أجرى اتصالا مع رئيس جهاز المخابرات البريطاني، ونقل إليه مضمون الرسالة.
واستمرت صحيفة اخبار الخليج البحرينية بتقريرها ونشرت معلومة اخرى عن “السيد السيستاني” حيث قالت بان;
الصحيفة الروسية في تقرير نشرته يوم الثلاثاء 10/1/2017م، نقلاً عن الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية مايكل هايدن، إن الرئيس الجمهوري المنتخب أصدر أوامر بإغلاق مكتب في وكالة المخابرات المركزية (CIA) المسمى مكتب العلاقات مع السيستاني الذي يرأسه الجنرال المتقاعد في البحرية سايمون يولاندي”.
يبدو أن هذه الدويلات قد خسرت كل شيء ، فالمتغيرات الحاصلة في كل من العراق، وسوريا، واليمن، وتشكيل الحكومة اللبنانية على خلاف ما تشتهي، قد أفقدها صوابها، ولم يبقى لديها اي سلاح سوى فبركة الاخبار، والتقارير، الكاذبة والمغلوطة، التي لا يقبلها العقل ولا المنطق، فلا زلنا نتذكر الاساءة، التي اقدمت عليها صحيفة الشرق الاوسط، حتى طلت علينا صحيفة خليجية اخرى بأسلوب مشابه لاسلوب زميلتها، ولنفس الغرض والاهداف .
أنا شخصيآ; كنت من المتابعيين الجيدين لتصريحات دونالد ترامب ، أثناء الحملة الانتخابية وما بعدها، ولم أرى أو أسمع اي وكالة أخبارية، أو صحيفة، أو اذاعة تلفزيونية نقلت هذا الموضوع عن الرئيس المنتخب، الا في هذه الصحيفة البحرينية ، التي يبدو أنها مرعوبة من الانتصارات التي تحققها القوات الامنية العراقية، والحشد الشعبي على عصابات داعش في الموصل، وخروج الامر عن سيطرتهم، وامكانياتهم المادية التي يقدموها لهذه العصابات المجرمة .
اشاعاتكم مدفوعة الثمن، وسيناريوهاتكم أساسها تقوم على الطعن بمرجعية النجف، لانها وقفت ضد مشروعكم الطائفي، الا ان وعي المرجع السيستاني وحكمته حالت دون ذلك، فأعلامكم الخليجي لا يستطيع نسيان الفتوى الكبرى عام 2014، والتي غيرت من خريطة الطريق التي كانت معدة للعراق.
https://telegram.me/buratha