المقالات

شهيد المحراب صوت ثورة وأخلاق وسياسة

3069 2017-03-12

شخصية علمية, غاصت في بحار التخصصات الدينية والفقهية والتربوية والأخلاقية, لم يمنعها الدين عن الخوض في السياسة, وهي بكامل دافعيتها الأخلاقية الدينية, فكان الدين عندها السياسة (التي تذهب إلى تحقيق الخير للمجتمع) والسياسة عندها هي الدين (الذي يقف بوجه الجبابرة والطواغيت والظالمين), إنه شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم. 

عاش وترعرع في ظروف مجتمعية وأسرية, توفرت فيها كل سُبل ومقومات التصدي لحمل رسالة أمة, وشعب, ومذهب, ودين؛ فقد كان البيت الذي نشأ فيه, في كنف والده الإمام محسن الحكيم (قده), من البيوت التي جعلت من هموم الأمة الإسلامية عموما, والعراق خصوصا, مشروعا نهضوياً إسلاميّاً لصلاح جال العراق, والمسلمين عموما؛ فتكونت لدى شهيد المحراب كل العوامل التكوينية (النفسية والتربوية) التي دعته لأن يتصدى لحمل راية الإصلاح, فبدأ مشروعه داعية يُجسد قيم الأخلاق الإسلامية في كلامه وسلوكه ومواقفه الوطنية, وتصدى بعدها لتثبيت وترسيخ قواعد المذهب الشيعي في العراق, يوم كان من ضمن المتصدين للمشروع العفلقي الذي اراد أن يلغي الهوية الدينية والأخلاقية لأبناء هذا البلد, من خلال محاربته للشعائر الحسينية. 

كل ذلك حدد وبوضوح, الملامح الأولى لمشروع شهيد المحراب, حيث جاءت مرحلة التطور والنضج من خلال تبنيه لموقف المقاطعة السياسية والمجتمعية للنظام العفلقي المجرم, وبعدها تبنى الخيار الجهادي المسلح, لتخليص العراق من براثن طغمة فرعونية فاسدة, جلبت الخراب والدمار على العراق والمنطقة, ولا زلنا إلى الآن نعيش تداعيات مشروعها التخريبي الذي استفحل , وانشطر إلى ارهاب كبير انتشر سرطانه في كل المنطقة والعالم. 

لقد كان شهيد المحراب رجلاً, فرداً, مواطناً, عراقيّاً؛ في تعريف السجل المدني القانوني, ولكنه كان أمةً, ثورةً, أخلاقاً, إسلاماً, تشيّعاً, وطنيةً؛ فقد تجسدت فيه كل ملامح الوطنية العراقية من جهة, وحب البشرية من جهة أخرى, فهو لم يتبنى خطاباً تفريقيّاً أبداً, سواء ما كان بين المسلمين الذين دعى إلى ضرورة وإلزام تحقيق الوحدة بينهم, أو سواء ما كان بين متبنياته وبين كل بني البشر؛ وأقسم صادقاً, لولا أن يد الإرهاب قد خطفته في زمن فتنةٍ وإضطراب, لكان مشروعه الوحدوي قد تثبتت أسسه راسخة في العراق, ولما كان للكثير من الدماء أن تُسفك, ولما كان للكثير من المآسي والمحن أن تحدث في هذا البلد. 

لذا كان لزاما ووجوبا قتله , لتجري المقادير في هذا البلد, بما أرادت لها آلهة الظلم أن تكون !

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك