المقالات

ألا يستحق شهداؤنا أن نقول لهم شكرا؟


لا يمكن أن نجد, فئة من الناس, يمكن أن تنال تكريما ومكانة عالية, كما ينالها الشهداء, فلا يفوقهم إلا الأنبياء وأوصيائهم.. هذه المكانة العالية, في التقييم عند الخالق, يفترض أن توازيها, مكانة عالية لدى الأمم. 

رغم أن معظم الأمم وعلى مر تاريخها, قدمت تضحيات جسيمة, وعددا من الشهداء مما لا يستهان به, إلا أن أمتنا الوحيدة, هي التي أستمرت تضحياتها وستبقى, في دور يبدو أنه قد كتب لنا, بأن نقيم دولة العدل الألهي, على أرضنا الطيبة المعطاء. 

بغض النظر, عن توصيفات ومقاييس الشهادة, ومن يمكن إعتبارهم شهداء, إلا أن غالب شهدائنا, كانوا ممن إختار هذا الطريق بإرادته, رغم ظروفهم الصعبة, وإلتزاماتهم المجهدة, وشباب معظمهم.. وتخلوا عن كل ذلك, تلبية لواجب وطني, أو نداء مقدس. 

أختير تاريخ حادثة تفجير النجف الأشرف الدامي, في الأول من رجب, عندما أستشهد العشرات من الأبرياء, يتقدمهم الراحل محمد باقر الحكيم, ليكون يوما, للإحتفاء بالشهيد العراقي, وهو أقل شيء يمكن تقديمه لهم.. تخصيص يوم لإستذكارهم. 

في دول عدة, يكون للشهداء, بل وللمقاتلين القدامى, حقوق كبيرة, بأن ترعى أسرهم, ورواتب تحفظ كرامة عوائلهم, ومقاعد دراسية لأبناهم, وتوفير سكن مناسب, أو لنختصرها بأن توفر لهم حياة كريمة, وحسب وضع الدولة وأهمية التضحية.. لكن هل هذا يكفي؟! 

هل يكفي مثلا توفير دراسة وراتب, لطفلة فقدت أبوها, فلا تجده إلى جانبها, يوم تخرجها أو يوم عرسها؟! 

هل هذا يكفي, لأم فقدت أبنها أو زوجها, وبقيت تصارع الدنيا, وتربي أسرتها وحدها؟! أو لأب كان يمني نفسه, بأبن يراعاه في شيخوخته, فانقلب الأمر وصار هو يرعى أيتام شهيده؟! 

ألا يجب وفوق تقديم كل ما يمكن تقديمه وأكثر, أن نبقى دوما نقول لهم ولأسرهم, شكرا وألف شكر؟! 

هل تخصيص يوم للشهيد العراقي, والإحتفاء به إعلاميا, وإقامة الندوات والمهرجانات لتكريمهم, كثير عليهم؟! 

إن كان يستحق, فلما هذا التعتيم الإعلامي عليه؟! ولما لا يدري معظمنا أن هناك يوما للشهيد العراقي؟ هل الشهيد العراقي أقل شانا من غيره؟ أم أن شهادته منقوصة؟! أم أن الشهادة صارت عندنا حدثا عاديا؟! أي أحمق يقول ذلك؟! 

هل أن وجود أسم محمد باقر الحكيم, في شهداء هذا اليوم, سبب لهذا التعتيم؟ رغم إعتدال الرجل ووسطيته, ومقبوليته العالية لدى مختلف الإتجاهات السياسية, وتضحياته الجسيمة التي قدمها هو وأسرته.. ولنتنزل ونقر بوجود خلاف للأخرين معه, فهل هذا سبب يكفي للتعتيم على مناسبة كهذه, تخص كل شهداء العراق؟! 

هل التنافس السياسي, بل الحقد هو الوصف الأفضل, هو سبب كل ذلك؟ ألا يوجد شهداء شيوعيون؟ مدنيون ليبراليون؟ من أحزابكم, يا من تمسكون بالسلطة؟! 

تعسا لحكومة وأحزاب, تتنكر لتضحيات أبنائها 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك