المقالات

شهيد المحراب إمتداد لنهج الإمام الحسين(عليه السلام)

2541 2017-03-25

نقف إجلالا وإكبارا، لتلك الشخصية بما قدمت، من عطاء جهادي، يندر مثيله في زماننا المعاصر لجبل شامخ، هو السيد محمد باقر الحكيم، حيث إعتمد الأسس المبدئية، لثورة الإمام الحسين(عليه السلام) مستلهما من تلك الثورة، وهي أعظم ثورة في تاريخ الإنسانية، دروسها الشمولية، في أن الشهادة تمنح الحياة للشعوب، والأمم، فجعلها منهجا في مسيرة الجماعة الصالحة، لتجسد الشعار الحسيني العظيم، "هيهات من الذلة" 

لا يخفى ما لثورة الإمام الحسين(عليه السلام)من أثر، واضح المعالم، في حركة التاريخ الإسلامي، بحيث كانت معطياتها الميدانية، في تاريخ الأمة، سببا في حفظ الدين الإسلامي، ومبادئه من الإنحراف، والرذيلة، التي تبنتها الدولة الأموية، من أجل السلطة وأطماعها الدنيوية، فقطعت ثورة الحسين(عليه السلام) على يزيد الظلم، والإنحراف، لترتفع مبادئ العدل، والحق، التي جاءت على لسان النبي(صلى الله عليه وآله). 

من هنا سار شهيد المحراب، مقتديا بجده الحسين(عليه السلام)في رفض الظلم، والطغيان الصدامي المقبور، الذي كان إمتداد ليزيد الأمس، وتعرض ما تعرض السيد الشهيد، من ظلم وأذى كبير، هو وعائلته، فضحى بعائلته الشريفة، كما ضحى الحسين(عليه السلا) حين أخرج معه النساء، والأطفال، ليشهدوا وقعة كربلاء. 

بعد الفرج الإلهي، في إنهاء الحكم الصدامي، لم يقف السيد الشهيد،متفرجا على العراقيين من بعيد، بل قرر العودة إلى وطنه رغم تحذيرات المقربين، من أجل الترتيبات الأمنية، فلم يلتفت لذلك، فكانت أمنيته أن يدفن في ترابه، قرب أمير المؤمنين(عليه السلام) وياليته لم بعد، فخطفته المنون، بعد أشهر قليلة من العودة، فكان رحيله، خسارة للعراق بأجمعه، فهو لم يكن عالما دينيا، وزعيما شيعيا فحسب، بل كان راعيا لكل العراقيين، يطالب بالوحدة الوطنية، وحفظ حقوق جميع مكونات الشعب العراقي، كانت كلماته، وصوته صدى لصوت المرجعية الأبوية، لكل العراقيين. 

جازف السيد بنفسه، وتاريخه، وحياته، فأتخذ طريق المقاومة السلمية، للقوات الأمريكية،بدل المقاومة المسلحة، وهذا ما كان مطابقا لرأي المرجعية العليا، في النجف الأشرف، وهذا النهج ثبت صوابه، بعد أن إتخذ الآخرون، سبلا أخرى جلبت الدمار للمدن، وأزهقت الأرواح. 

اليوم حين نستذكر شهدائنا، فإنهم النور الذي نستضيئ به، وهم فخرنا حين نفتخر، فهنيئا للشهداء جميعا، وشهيد المحراب، ذلك الشرف العظيم، والمرتبة العليا، في الدنيا، والآخرة، مع الصديقين، والشهداء، والصالحين، فسلام عليهم جميعا. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك