عندما نريد أن نتكلم عن أحد الشخصيات، التي قدمت روحها قربانا للحرية والمثل العليا، فلا ريب أن تقف الكلمات عاجزة أمام شموخها وعطاءها، الذي فاق الحد، وهو الذود بالنفس من أجل الدفاع عن المبادئ والقيم النبيلة.
لو أخذنا أحد هذه الشخصيات الفذة، والتي ننحني إجلالا لتضحياتها العظيمة في ذكرى إستشهادها، وهذه الشخصية هي سماحة العلامة المجاهد الشهيد محمد باقر الحكيم،الذي روى أرض الوطن بدمه الطاهر بعد أدائه لصلاة الجمعة في الأول من رجب بجوار حرم أمير المؤمنين (عليه السلام).
فهل نتكلم عن روحه الإنسانية؟ ، أم حنكته السياسية؟ أم تمسكه بالتعاليم الإسلامية والتي مثلت التشيع الحقيقي وإتباع منهج أهل البيت (ع)؟أو عن شجاعته واستبساله في دفع الظلم عن أبناء وطنه؟ أم عن عطائه الفكري الثَّرْ؟ أم عن زعامته للمعارضة العراقية إبان حكم الطاغية صدام حسين البائد وحزب البعث المنحل؟ أم وأم ولن نتوقف عن ذكر الصفات التي تحلى بها الفقيد الشهيد.
لقد أحدث إستشهاد المجاهد البطل محمد باقر الحكيم ضجة عالمية كبيرة وموجة غضب عارمة في الأوساط المحلية والدولية، بإستنكار وإدانات واسعة من الدول الكبرى والأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية، ومن أبناء وطنه المفجوعين برحيله من مختلف الطوائف والقوميات لاسيما رفاق دربه الجهادي،ومراجع الدين في النجف الأشرف. ولا يأتي ذلك من فراغ، بل هي ترجمة فعلية وواقعية، للثقل السياسي والديني والوطني الذي كان يشغله الشهيد رضوان الله عليه
لم يفقد الشعب العراقي، بل والعالم مفكراً أو سياسياً أو زعيماً قاد المعارضة ومقارعة الظلم، بل خسروا جملةً من الأخلاق الرفيعة التي تحلى بها هذا البطل الهمام، رحل وترك حزناً ودموعاً تجري، وكأن الوطن بأسره أصبح يتيماً!
ذاك أنه كان أباً عطوفاً لوطنٍ، مزقته الجراح وعانى ويلات ٍوظلم على مدى ثلاثة عقود، والذي حَثَّ في خطبته الأخيرة على الإخلاص للوطن ولشعبه ومصالحه لمن يتصدرون الحكم، وليس لمصالحهم الشخصية والفئوية، تعد هذه الخطبة بمثابة وصية يجب تنفيذها، كما ودعا فيها للوحدة الإسلامية، ونبذ الطائفية والمحافظة على اللحمة الوطنية.
مما قلته في 30.8.2003 عند رحيل القائد محمد باقر الحكيم
كيف تهدأ النفوس لفقدك؟ ...يا محمد الباقر يا سليل الأنبياء
عزائي فيك يا سيدي أنك...في الجنان مخلد ولله يبقى البقاء
https://telegram.me/buratha