المقالات

مفهوم الإصلاح في الثورة الحسينية

5041 2017-09-24

الإصلاح في اللغة، هو ضد الفساد، ومن ملامح الإصلاح هو إصلاح النفس، فالأنسان حين يصلح نفسه، ويتوب، والتوبة لا تقبل، إلا إذا أصلح التائب قلبه، وعمله قال تعالى(إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم). 

جسد الحسين (عليه السلام)في ثورته،قيم ومبادئ، وحقوق الأمة، ومنها"الإصلاح" إذ أكد على الإهتمام بشؤون الأمة السياسية، والإقتصادية، والإجتماعية، والدينية، من خلال توعية الأمة، بمواصفات الحاكم العادل العامل بالقرآن، والسنة، ويحترم آراء الناس، ومعتقداتهم، ويؤمن بالشورى في الحكم، وتولي الحكم من هو أهلا لها، وعدم المساومة على الحق، والإلتزام بالعهود، وهذا ما أراده الإمام(عليه السلام)بقوله(ولعمري ما الإمام، إلا الحاكم بالكتاب، القائم بالقسط، الداين بدين الحق، الحابس نفسه على ذاته تعالى). 

تظمنت معالم تلك النهضة، تمتين أواصر الثقة بالمعتقدات، من خلال طرح الصحيح منها إلى الأمة، والتأكيد على وحدة الأمة، ومنع إثارة التفرقة، والعنصرية، والطائفية، والقبلية، والقومية، كأساس للتمييز بين الناس، وقد وضع عليه السلام شروط الإستقامة، والكفاءة في تولي شؤون الأمة، وتسيير مهام الحكم، فضلا عن ممارسة حق النقد، والبيعة، والنصح، والتوجيه، وهذا ما أكده (عليه السلام) عندما قال(إنا أهل بيت النبوة، ومعدن العلم، ومختلف الملائكة، وبنا فتح الخالق، وبنا ختم، ويزيد رجل فاجر، شارب الخمر، قاتل النفس المحرمة، معلن الفسق، ومثلي لايبايع مثله). 

أكد (عليه السلام) على أهمية طريق الحرية، وعدم الإنسياق وراء الحاكم الظالم، مهما كانت الأسباب، وعدم العيش كالعبيد، بل دعا (عليه السلام) أن يكون الناس أحرارا في دنياهم. 

إنطلق الحسين(عليه السلام) بأهدافه، معلنا الحرب على الظلمة بقوله(ألا وإني لم أخرج أشرا، ولا بطرا، ولا مفسدا، والا ظالما، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف، وأنهى عن المنكر)مذكرا أن دعواته الإصلاحية، ليست للتنافس على الخلافة، وإنما لا يجاد أرضية لعمل الحق، مقابل الباطل، جاهرا قوله(اللهم إنك تعلم، إنه لم يكن ماكان منا، تنافسا في سلطان، ولا إلتماسا من فضول الحطام، ولكن لنرى المعالم من دينك، ونظهر الإصلاح في بلادك، ويأمن المظلومين من عبادك، ويعمل بفرائضك، وسنتك وأحكامك) 

من هنا ثورته(عليه السلام) جاءت من أجل حرية الناس، وصيانة كرامتهم الإنسانية، ورفض الذلة التي إتبعها الطغاة الأمويين، وأتباعهم في تعاملهم مع الناس، وستبقى تلك الثورة، نبراسا للثائرين ضد الظلم، في كل زمان ومكان، وزخما معنويا للمظلومين، الذين ينهلون من مبادئ تلك الثورة، وما حصل في العراق مؤخرا، من نصر كبير، وعظيم في دحر أعتى قوة إرهابية، شهدها العالم هو بفضل تلك الدماء، التي أراقها الحسين(عليه السلام) وسار على دربه المجاهدين، بأموالهم وأنفسهم. 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك