المقالات

مفهوم الإصلاح في الثورة الحسينية

4793 2017-09-24

الإصلاح في اللغة، هو ضد الفساد، ومن ملامح الإصلاح هو إصلاح النفس، فالأنسان حين يصلح نفسه، ويتوب، والتوبة لا تقبل، إلا إذا أصلح التائب قلبه، وعمله قال تعالى(إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم). 

جسد الحسين (عليه السلام)في ثورته،قيم ومبادئ، وحقوق الأمة، ومنها"الإصلاح" إذ أكد على الإهتمام بشؤون الأمة السياسية، والإقتصادية، والإجتماعية، والدينية، من خلال توعية الأمة، بمواصفات الحاكم العادل العامل بالقرآن، والسنة، ويحترم آراء الناس، ومعتقداتهم، ويؤمن بالشورى في الحكم، وتولي الحكم من هو أهلا لها، وعدم المساومة على الحق، والإلتزام بالعهود، وهذا ما أراده الإمام(عليه السلام)بقوله(ولعمري ما الإمام، إلا الحاكم بالكتاب، القائم بالقسط، الداين بدين الحق، الحابس نفسه على ذاته تعالى). 

تظمنت معالم تلك النهضة، تمتين أواصر الثقة بالمعتقدات، من خلال طرح الصحيح منها إلى الأمة، والتأكيد على وحدة الأمة، ومنع إثارة التفرقة، والعنصرية، والطائفية، والقبلية، والقومية، كأساس للتمييز بين الناس، وقد وضع عليه السلام شروط الإستقامة، والكفاءة في تولي شؤون الأمة، وتسيير مهام الحكم، فضلا عن ممارسة حق النقد، والبيعة، والنصح، والتوجيه، وهذا ما أكده (عليه السلام) عندما قال(إنا أهل بيت النبوة، ومعدن العلم، ومختلف الملائكة، وبنا فتح الخالق، وبنا ختم، ويزيد رجل فاجر، شارب الخمر، قاتل النفس المحرمة، معلن الفسق، ومثلي لايبايع مثله). 

أكد (عليه السلام) على أهمية طريق الحرية، وعدم الإنسياق وراء الحاكم الظالم، مهما كانت الأسباب، وعدم العيش كالعبيد، بل دعا (عليه السلام) أن يكون الناس أحرارا في دنياهم. 

إنطلق الحسين(عليه السلام) بأهدافه، معلنا الحرب على الظلمة بقوله(ألا وإني لم أخرج أشرا، ولا بطرا، ولا مفسدا، والا ظالما، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف، وأنهى عن المنكر)مذكرا أن دعواته الإصلاحية، ليست للتنافس على الخلافة، وإنما لا يجاد أرضية لعمل الحق، مقابل الباطل، جاهرا قوله(اللهم إنك تعلم، إنه لم يكن ماكان منا، تنافسا في سلطان، ولا إلتماسا من فضول الحطام، ولكن لنرى المعالم من دينك، ونظهر الإصلاح في بلادك، ويأمن المظلومين من عبادك، ويعمل بفرائضك، وسنتك وأحكامك) 

من هنا ثورته(عليه السلام) جاءت من أجل حرية الناس، وصيانة كرامتهم الإنسانية، ورفض الذلة التي إتبعها الطغاة الأمويين، وأتباعهم في تعاملهم مع الناس، وستبقى تلك الثورة، نبراسا للثائرين ضد الظلم، في كل زمان ومكان، وزخما معنويا للمظلومين، الذين ينهلون من مبادئ تلك الثورة، وما حصل في العراق مؤخرا، من نصر كبير، وعظيم في دحر أعتى قوة إرهابية، شهدها العالم هو بفضل تلك الدماء، التي أراقها الحسين(عليه السلام) وسار على دربه المجاهدين، بأموالهم وأنفسهم. 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك