المقالات

كردستان وإستفتاء البرزاني.. وحكايات الوطن والناس.

3409 2017-10-08

 

منذ كنت طفلا , كنت أحب الكرد, فقد زرت شمال العراق, عدة مرات بصحبة والدي, تغمده الباري برحمته.. ويعود حبي لهم لما عايشته من طيبتهم وبساطتهم, وعدم وجود تكلف لديهم, ومحبتهم الصادقة لمن يزورهم ولو سائحا, وكان والدي يصر على أن ننزل لدى عوائل, تؤجر جزءا من منزلها, وليس في الفنادق, ليحس بحميميتهم, حتى أصبحت لنا صداقات عائلية مع بعظهم إستمرت لسنوات طوال.. رغم أن ذلك كان خلال حكم البعث اللعين! 

بعد عام 2006 وفي أخر زيارة لي لشمال العراق, ورغم متعتها السياحية, أحسست بأن الكرد, لم يعودوا كما حفظتهم ذاكرتي من قبل, فلم ألحظ نفس الطيبة, وصار التعامل حذرا, ماديا أكثر.. رغم التطور العمراني, وجمال الجو والبيئة, بحكم جبليتها, لكن النفوس لم تعد كما هي من قبل.. فما الذي تغير؟! 

الإنسان عندما يكون طيبا, لا يمكن تغيير طيبته بين ليلة وأخرى, ولا تلك الطبيعة الوادعة من تلقاء نفسها, إلا بمواقف صعبة وعصيبة, أو يتم زراعة طبيعة جديدة بين الأفراد والمجتمع, من خلال ماكنة إعلامية ضخمة, وبخطط مدروسة و ممنهجة, وطويلة الأمد, لتحقيق هدف ما. 

رغم علم الجميع, بالتواجد الإسرائيلي ومنذ سنوات شمالنا, لكن الكل غض الطرف عن ذلك, لإنشغاله بأمور أهم, أو بسرقات أكبر, أو بحثا عن دعم الكرد له في تولي منصب ما.. ورغم ملاحظتنا جميعا, للحملة التي إستهدفت المجتمع الكردي, لتغيير وجهة نظره حول طبيعة العلاقة مع العرب, وملاحظتنا, لزرع فكرة أن العيش المشترك مستحيل, لم نفعل شيئا إزاء ذلك. 

إستفتاء الإقليم, ليس نجاحا للبرزاني, أو لمن يريد تقسيم العراق, وإختلاق دويلة تابعة لأمريكا وإسرائيل.. بل زرع التنافر بين العرب والكرد, ونقل الصراع السياسي, بين ساسة الطرفين, وتناحرهما على المناصب والمكاسب, ليكون صراعا قوميا مجتمعيا حقيقيا, وإقناع الكرد بأن العرب أعدائهم .. هو الإنجاز الحقيقي لهؤلاء.. وراجع ما ينشره جمهور الطرفي, في مواقع التواصل الإجتماعي, وسترى الدليل الواضح. 

إسرائيل وأمريكا, ومن خلفها من مؤسسات عالمية, أنجزت مهمتها, وزرعت البغض والكره في المجتمع, فصرنا نرى من يترحم, على " علي الكيماوي" ومن يطالب بطرد, العرب والتركمان من كركوك, فأين وكيف سينتهي هذا الأمر؟! 

تجربة السنة والشيعة, قريبة جدا, وما حصل من تضحيات وخراب.. درس يجب أن نتعلم منه, لما يمكن أن يحصل بين العرب والكرد. 

فهل نحن نتعلم من دورسنا ؟! 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك