محمد بن سلمان اصبح امام خيارين: اما ان يطلق سراح الامراء والشخصيات المحتجزة مع اخذ اموال مهمة منهم لكن لا شك ولاريب لن يطفئ اي نار لغضب واي نار للانتقام من قلوب هؤلاء فمنطقهم بدوي ولديهم حلفاء وقبائل ومصالح متعددة تعتمد عليها قبائل وتعتمد عليها عشائر وهذه العشائر حينما يأتي استحقاق دفع المال وما الى ذلك ويعرفون ان السارق يربض في الرياض عندئذ القصة لن تنتهي بمجرد التسليم لولي العهد وان قضية الامن في السعودية والامن السياسي وامن الامراء وامن الملوك وامن السلطنة قد انتهى ويمكن لمحمد بن سلمان ان يعد الأيام او ان يقتلهم، وعند ذلك ايضاً سيصل الى النتيجة نفسها ولكن بعنفوان اكثر.
اذن لا يوجد لدى محمد بن سلمان من خيار، اما ان يثوّر بقية الامراء عليه، واما ان يستميل امراء سوف يبقون مرعوبين من نفس اللحظة التي ارتعب فيها متعب بن عبد الله وناصر بن مكرن وامثالهم بين من قُتِل وبين من هرب وبين من تم اعتقاله.
نحن نعتقد من الناحية السياسية ان محمد بن سلمان وضع نفسه في ورطة كبيرة في الوقت الذي يتصور بانه تمكن من ان يجلس متربعاً على عرش السلطنة.
السلطة قبل ذلك كانت مستقرة الى حد كبير على المستوى الاستراتيجي واليوم هذا الاستقرار اصبح في خبر كان لا سيما وان الوضع السلفي هو الاخر مهدد بشكل جدي لان الرسائل التي اوصلتها واشنطن واوصلتها الاجراءات بينت لهؤلاء ان محمد بن سلمان سينقلب عليهم بشكل عاجل، لذلك القوة الدينية والقوة البدوية اصبحت في وضع لا يمكِّن محمد بن سلمان ان يعتمد عليها، فهاتين القوتين هما عماد اساسي لقوة السلطنة، ومن يقرأ كيف تكونت السعودية يعرف تماماً ان هذين العاملين هما اللذان لعبا الدور الاساسي في بناء المملكة السعودية الاولى والثانية، ما نريد ان نخلص اليه هو ان كل الصورة التي تُرسَل من المشهد السعودي تُنبئ عن ان مُلكاً مديد العمر ومُلكاً قوياً لن يكون من حظ السعودية ولا بأي شكل من الاشكال على اقل التقارير في الافق القريب، هذا الامر لا دخل له بالروايات بل له دخل بنظام الحكم وكيفية استقرار انظمة الحكم.
ننوه ان هذا النص من محاضرة لسماحة الشيخ كانت في ايام اعتقال الامراء
https://telegram.me/buratha