يعتقد كثير من الناس بالمحسوسات, ولا يؤمنون إلا بما يمكنهم تصوره بأبعاده الثلاث (الطول والعرض والارتفاع), ويتصورون ما له حيز يشغله.
هذا الاعتقاد الواهم, يجعلهم لا يستطيعون تقبل فكرة وجود خالق أو مُوجِد, له القدرة على الإبداع في الصنع, لذا يتهربون من التصديقات ليؤمنوا بالوهميات, لأن في هذا الهروب استقرارهم النفسي – حسب ما يرون- وينقلهم الى حالة الترسيخ لمفهوم تيقن المحسوس.
كان الاعتقاد وتقبل الموهومات سببا لنشأة ظاهرة الإلحاد, وهي ظاهرة ناتجة عن الجهل وعدم المعرفة وعن سطحية التفكير, ونقصد بالجهل هو الجهل بالأمور العقلية والاعتقادية الراسخة, وليس الجهل بمعنى الأمية.
ما ينقض فكر الملحدين هو العلم, فبالعلم نستطيع أن نتيقن بوجود خالق عظيم غير محدود القدرة, له من المشيئة ما تفوق التصور.
تطور العلم شيئا فشيئا, وقد أوجد معادلات علمية وقوانين رياضة ثابتة, تسري على جميع الأشياء المتعلقة بموضوعها, ومن هذه المعادلات هي المعادلات الكيميائية والفيزيائية.
فالعلم أثبت أن الكون يسير وفق معادلات فيزيائية من ثبات قوة الجاذبية وحاكمية التعجيل الأرضي في السقوط الحر, وإلى آخره من معادلات تشكل النظام الكوني, كما أن هذا الكون وما فيه من غازات تَشَكَّل بفعل معادلات كيميائية حاكمة لا يمكننها أن تنتقض أو تتغير, وهي ثابتة منذ نشأة الكون وباقية إلى نهايته.
هذه المعادلات -لمن يتأملها- هل وجدت صدفة؟ وهل أن هذه الصدفة -التي استمرت ملايين السنين- لم تتغير ولم تُخطيء؟.
الصدفة لا يمكننها أن تتكرر ملايين المرات, فيمكن أن تتكر مرة أو مرتين إلا أن العقل يحكم بأنها لا تتكر أكثر, لذا فثبات هذه المعادلات لا ينفك عن شيء واحد, وهو وجود خالق عظيم عالم بصنعه, هو من وضع هذه المعادلات, وفطر الخلائق على ما نراه من عظيم الصنع وبديع الصنعة.
إن الذي لا يؤمن بوجود من وضع هذا التركيب العجيب في المعادلات الكيميائية والفيزيائية وثباتها, ولا يؤمن بثبات إيجاد البشر من خلال عملية الاخصاب ما هو إلا واهم, ويحتاج لأن يرجع إلى عقله, ويغادر ساحة الموهومات, وأن لا يبقى ضمن دائرة الإيمان بالمحسوس, فالكون حتما له موجد صانع عظيم له القدرة والكمال وغير محتاج إلى أحد وهذا الصانع هو الله جل وعلا.
https://telegram.me/buratha