المقالات

شَهيدُ المِحراب وسِفر اَلجهاد


ثلاثٌ وعشرون عاماً من الهِجرة, ليست بالرقم الهين, لا سيما أن الأرض التي هاجر منها, هي ارض الأنبياء والعلم والحضارة, فكيف كانت حياته, وما هو عمله وإنجازاته؟. 

ولد السيد محمد باقر الحكيم, في 25/ رجب /1939هـ, في مدينة العلم العراقية- النجف الأشرف-, وكان تسلسلهِ الخامس, من بين أبناء المَرجِع الشيعي, السيد عبد المحسن الحكيم. 

كأبناء العلماء الكبار, غَرف السيد شهيد المحراب, مُنذ طفولته من نبع الحب الأبوي, والرجولة الحَقة والحنان, إضافة للتقوى المشبعة بالصدق والأمانة, والورع عن المحارم, وأصول تحمل المسؤولية المرجعية. 

كانت دراسته كأقرانه, عن طريق ما يُسمى بالكتاتيب, لتعلم القراءة والكتابة, ومن ثم في إحدى مدارس النجف الابتدائية, إلى أن وصل للصف اَلرابع الاِبتدائي, ليعطف على الدراسة الدينية.

تَدرج السيد محمد باقر الحكيم, بالدراسة في حوزة النجف الأشرف, من درس المقدمات إلى أن نال, الاجتهاد بالفقه في أول شبابه, وقد درس على يَدِ عدة علماء. 

كان شهيد المحراب, في عمق مرجعيتين هما, مرجعية والده إمام الأمة, ومرجعية السيد الشهيد محمد باقر الصدر, وقد كان ساعياً دؤوباً, لإنضاج العمل المرجعي والتنظير له. 

تعرض السيد الشهيد, لأنواع التعذيب على أيدي طغاة عصره, بعد اِعتقاله, ونقله إلى بغداد ليحكم عليه بالسجن المؤبد؛ بعد انتفاضة زيارة الأربعين/1977, ليتم إطلاق سراحه بعد عام. 

هاجَرَ السيد الشهيد محمد باقر الحكيم, في تموز عام 1980, ليعمل على تقييم الوضع في العراق, منذ اللحظات الأولى, ويضع الخطط المهمة للعمل الجهادي, معبئاً الطاقات العراقية في الداخل. 

لم يكن السيد محمد باقر الحكيم, كغيره من أقطاب المعارضة, مهاجراً ينتظر سقوط نظام البعث الظالم, بعد أن قدمت عائلة قافلة من الشهداء؛ بسبب مقارعتهم ذلك النظام. 

سقطَ نظام الطغيان الصدامي, ليَعودَ السيد محمد باقر الحكيم, إلى حضن الوطن العراق, ملتقياً بجموع غفيرة حضرت لاستقباله, من مدخل الشلامجة حتى النجف الأشرف, مروراً بمحافظات جنوب العراق. 

إنَّ شعور قوى الشر بأهمية السيد الحكيم؛ ومكانته واتساع قاعدته الشعبية, جَعلته الهدف الأول, للقضاء على دولة العراق الجديد, لتقدم على النيل منه, بانفجارٍ مجرم في الأول من رجب 2003م. 

إعتقد أعداء الحرية والانسانية, أن اغتيال الشهيد بتلك الفعلة الشنيعة, سيوقف عجلة التغيير, ويرهب تلك العائلة المجاهدة, ولكن شعار "هيهات منا الذِلة", بقي صادحاً مدوياً ليومنا هذا. 

رَغم الفاجعة التي ألمت بالعراق, فإن البناء على القواعد الرصينة, التي أسسها السيد شهيد المحراب؛ أخذ طريقه للتكامل, ليَصل بعد عزيز العراق, للسيد عمار الحكيم, لتولد الحكمة في بيت الحكيم. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك