المقالات

عندما تحاربت المراعي مع كالة.. في العراق.

3704 2018-04-22

 

لا يمكن لعراقي أن يعفى, من الإفطار من منتجات شركة المراعي السعودية, أو شركة كالة الإيرانية, وهما شركتان مختصتان بمنتجات الحليب ومشتقاتها.. ويحتكران السوق العراقية تقريبا, مع منافسة خجولة لبضعة منتجات تركية, وأخرى وطنية لا تكاد تذكر. 

رغم أن كلا الشركتين, مملوكة للقطاع الخاص.. لكن التنافس بينها, لا يمكن أن ينظر إليه إلا ضمن إطار التسابق بين دولتيهما, لوضع اكبر موطئ قدم ممكن في المنطقة, وداخل العراق خصوصا, بإعتباره بلدا لازال هشا, ولكل منهما فيه ألف حساب وحساب. 

التنافس بين الدولتين, قد يبدوا لمن ينظر إليه بشكل سطحي, على أنه تنافس مذهبي فيه نزعة قومية, لكنه أبعد من ذلك وأعمق بكثير.. فإيران تريد حوائط للصد, ومواقع متقدمة تحارب فيها أعدائها, والسعودية تريد نفس الهدف, ويضاف له رغبتها, في إستعادة قوتها السابقة كقوة إقليمية مهمة جدا, لا يمكن تجاوزها, من قبل حليفها السابق في واشنطن وغيره. 

الحكم في أيران, بقي محافظا على خطه الثابت التقليدي, من خلال محاولة تصدير الثورة, كأفكار ومبادي, وتسويقها كنصير للمظلومين, وممثل رسمي للشيعة في العالم, والمدافع الأول عنهم, ونجحت في إثبات ذلك للعراقيين خصوصا, بوقوفهم معه خلال محنة داعش والإرهاب, ورسخ ذلك, تخاذل وفشل عربي بإعطاء موقف متقدم, كان يمكن أن ينقل العراق, إن لم يكن لساحتهم, فعلى الأقل يدفعه بعيدا عن أيران كما يتمنون. 

وصول محمد بن سلمان, لسدة الحكم في المملكة السعودية, بعدائه المعلن لإيران, رافقته مواقف متقدمة عن الطبقة الحاكمة التي سبقته, في التعامل مع الملف العراقي, بل وصار أقرب لأمريكا منه لأي ملك اخر بهذا الملف, بغض النظر عن ثمن ذلك.. وقام بخطوات تقاربية مع العراق وحكمه الجديد, في منهج يختلف تماما عن من سبقه, من حكام المملكة. 

تنافس أيران والسعودية, على الساحة العراقية وغيرها من دول المنطقة, تحكمه المصالح لهما ولمحورهما, ورغبتهما في تحقيق أكبر موطئ قدم ونفوذ, وأقوى تأثير ممكن على المواقف.. وهذا التسابق المحموم لن يتوقف قريبا, لأنه صار مرتبطا بمحاور إقليمية وعالمية, ترتبط بقضايا أخرى خارج المنطقة والإقليم, وما يمكن أن يقدم من تنازلات هنا مقابل مكاسب هناك والعكس بالعكس. 

يوما ما سيتوقف هذا التنافس.. ربما لإلتقاط الأنفاس, أو لإتفاق المحاور الكبيرة فيما بينها على التهدئة لبضعة سنوات.. وتبعا لذلك, سنرى إن كان جبنة كالة أم ألبان المراعي هي من ستتولى إفطارنا كل صباح. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك