قيس النجم
الطائفية صناعة قديمة جداً، وعنصرية ومقيتة للغاية، وتحتاج الى عدد ليس بالقليل، من اللاعبين المأزومين المرتبطين بالعمالة لأجندات الخارج، مع حصولهم على الحصانة الدبلوماسية، ليلعبوها بطريقتهم الخبيثة، وهم بعيدون عن المسألة ليكونوا الوقود، الذي يجعل من نار الطائفية متوقدة دائماً.
ما يتعرض له رجال العراق الأبطال، غيارى الحشد الشعبي من تسقيط، وحرب إعلامية طائفية مدروسة مدفوعة الثمن، دليل لا يقبل الشك مطلقاً حقدهم الأزلي، وجميع المضغوطين تجدهم يظاهرون، بالإثم والعدوان دون أي سبب، على الذي هبَّ لنجدة محافظاتهم المغتصبة، من قبل عصابات داعش التكفيرية، تلبية لنداء الجهاد الكفائي، فقضوا مضاجع الإرهاب حيثما ولَّ وجهه، ودُكت رؤوسهم التافهة بأقدام الرجال البواسل.
حقدٌ نعرفُ مصدره الجاهلي المتطرف، منذ أكثر من أربعة عشر قرناً، والحقيقة من المنصف القول: بأن قوة الحشد الشعبي، التي ولدت من رحم المرجعية الرشيدة، تخيف القوى العالمية ومدللتها اليهودية الصهيونية، وأذنابها من آل سعود وآل ثاني وآل خليفة، الذين يضمرون العداوة لطرف، هو الأقوى والأقدر، وكان الأكفأ في معادلة محاربة داعش وأخواتها، لأنه زحف متسلحاً بالعقيدة، والولاء، والإخلاص، وهتفوا جميعاً (لبيك يا حسين)، وهذا الهتاف هو ما يرعب الطغاة أينما كانوا.
المرجعية الرشيدة لم تطلق نداءها، للحفاظ على النجف الأشرف، وكربلاء المقدسة، وسامراء، بل إنها رسمت خارطة عراقية عظيمة، لمعنى التعايش الحقيقي، والوحدة المجتمعية، والتلاحم الوطني، ونبذ الخطاب المتطرف، فقاد هؤلاء الرجال الأحرار، سفينة المسلمين الى إنتصارات، أذهلت القوة الكبرى في العالم، والتي صرحت مراراً، بأنها تحتاج الى خمس سنوات، للقضاء على داعش، وهذا التصريح وفق معادلاتها الإقليمية صحيحة، لأنها ستضخ مرتزقة جدد، كلما قربت نهايتهم.
إما رجال الحشد المقدس، فقد قلبوا المعادلة رأساً على عقب، فعامان من جهاد الحشد الشعبي وقيادته الحكيمة، وقدراته العقائدية الخارقة، هي ما جعلت الأعداء في موقف محرج جداً، وقد راهنوا عليه كثيراً، بإصرارهم على عدم تسليحه بالشكل المطلوب، لإدامة القتال لوقت أطول، لكن المرجعية الدينية في خطبها الملحمية، كانت تؤكد دائماً على إدامة زخم الإنتصارات المتحققة، في ساحات الشرف والجهاد.
أثمر جهادهم الحسيني الكبير عن تحرير المدن، بدءاً من جرف النصر وآمرلي، وتكريت والكرمة، والصقلاوية وهيت، والرمادي وآخرها الفلوجة، مروراً بالشرقاط ، والحويجة، والموصل، وسيكونون على العهد الذي قطعوه، لقائد الفتوى الفذ السيد علي السيستاني (دام ظله الوارف)، حتى تحرير كل شبر من أرضنا الطاهرة.
لقد فشلت جميع المحاولات، التي يراد منها تقليل شأن إنتصارات الحشد الشعبي، ومقدرته العسكرية في ميادين المعركة، وحرب الشوارع، وكثرة الألغام المزورعة على الطرقات، وفي المنازل المفخخة، وتنفيذ توجيهات المرجعية، بشأن الحفاظ على أرواح المدنيين وممتلكاتهم، فكانت بحق من أنظف المعارك، التي خاضتها الجيوش الحديثة، لأن نسب الدمار التي خلفتها معاركه لم تتجاوز 3% ، في حين أن أقوى الجيوش لم تخض حرباً، وبهذه النسبة مع وجود المدنيين، لكن إيمانهم بعدالة معركتهم من أجل عراق المقدسات، جعلت العناية الإلهي والتسديد الرباني، حاضراً معهم في سوح الوغى.
ختاماً: شجاعة السيد علي السيستاني (دامت بركاته)، وتوقيته السليم في إعلان نداء الجهاد الرباني الكفائي، أصبحت محط إعجاب العالم أجمع، لأن الحشد ولد بقوة عقائدية حسينية مرعبة للأعداء، لذا نقول إذا رأيت الخوف يرتجف، فإعلم أن الحشد قادم.
https://telegram.me/buratha