رسول ال شمس
منذ ان دخلت خدمة الانترنت واقع الاستخدام الفعلي، واصبحت وسيلة الاتصال الفورية والسريعة في العالم، وكثرة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، أخذت الاشاعة والاخبار الكاذبة حيزاً لايستاهن به في الواقع الافتراضي، ولعدم وجود اي ضوابط على استخدام هذه التقنية في العراق، اصبحت مصادر شبه رسمية لدى المتلقي، واخذت مكانة اجهزة التلفاز والراديو في نقبل الخبر.
وتشير الاحصائيات والتقارير بأن العراق شهد تقدماً كبيرا خلال الاعوام القليلة السابقة، حتى بات يحتل مراتب الصدارة على مستوى الدول العربية في مجال استخدام الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، اذ يسجل المرتبة الرابعة من بين البلدان العربية المستخدمة للانترنت حسب تصنيف موقع (Internet World Stats) المتخصص في إحصائيات مستخدمي الإنترنت حول العالم.
واحتل كذلك المرتبة الرابعة عربيا من حيث اعداد مستخدمي (الفيس بوك)، بعد ان سجلت منصات مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من 13 مليون عراقي اي 40% من السكان وذلك مطلع عام 2017، الا انه استطاع في نفس العام ان يقفز ويحتل المرتبة الثالثة.
وبهذه النسب والاحصائات المسجلة من المستخدمين لهذا المجال، فيمكن بسهولة انتشار اي خبر او حدث بكبسة زر واحدة، فسرعان ماتتلاقفة الصفحات المأجورة والممولة والتي يطلق عليها بالمصطلح العام (بالجيوش الالكترونية) الموجهه، والتي تخدم فئات معينة وتحقق اهداف خاصة، قد تكون تسقيط و وتظليل او مدح وصنع اسطورة بشرية، من خلال نشر اخبار ومنشورات تحقق المهمة المناطه بها.
ونجد ذلك جلياً بين شرائح المجتمع العراقي،فأصبحت اي اكذوبة تنشر تجد من يصدقها ويساعد في نشرها،
دون التأكد والتمحيص والتدقيق من مصدرها الحقيقي، ومِنَ الهدف من وراء نشر مثل هكذا خبر، بل على العكس من ذلك فإنه يقوم بمشاركة هذه الاخبار، عاملاً بقول النبي الاكرم (ص)[ الدال على الخير كفاعلة ]، دون علمه بأنه ساعد في نشر الاشاعة والحدث الكاذب لأكثر عدد من الناس حتى لو كان ذلك بحسن نية منه.
ولأجل محاربة هذه الظاهرة المخيفة والتي انتشرت وبشكل مرعب في واقع الجميع، والتي ستستخدم مستقبلاً اداة حرب ضد العراقيين، فتشير التوقعات بإن الحرب القادمة هي حرب تكنولجية اعلامية وليست حرب الرصاص والبارود.
ومن باب معالجة اوالتقليل من خطر الاشاعة وتصديقها من قبل مستخدمي هذه المواقع، فإن الحل بسيط ولايحتاج الى عناء، فثقافة الشعوب هي من تصنع الفارق هنا، فمن كانت لديه هذه الثقافة المجتمعية الصحيحة فلا خوفَ عليه، فمن يريد ان يعرف مدى مصداقية مايُنشر فعلية فقط طلب مصدر ماتم نشره او دليلاً على صحته او رابطاً الكترونياً لجهة رسمية نشرت وحررت الخبر، فذلك سيقلل حتماً من تفاقم وانتشار فايروس الاشاعة المُعدي او القضاء عليه تماماً.
https://telegram.me/buratha