المقالات

مجتمع يهوى الاشاعة

4193 2018-06-22

رسول ال شمس

منذ ان دخلت خدمة الانترنت واقع الاستخدام الفعلي، واصبحت وسيلة الاتصال الفورية والسريعة في العالم،    وكثرة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، أخذت الاشاعة والاخبار الكاذبة حيزاً لايستاهن به في الواقع الافتراضي، ولعدم وجود اي ضوابط على استخدام هذه التقنية في العراق، اصبحت مصادر شبه رسمية لدى المتلقي، واخذت مكانة اجهزة التلفاز والراديو في نقبل الخبر.

وتشير الاحصائيات والتقارير بأن العراق شهد تقدماً كبيرا خلال الاعوام القليلة السابقة، حتى بات يحتل مراتب الصدارة على مستوى الدول العربية في مجال استخدام الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، اذ يسجل المرتبة الرابعة من بين البلدان العربية المستخدمة للانترنت حسب تصنيف موقع (Internet World Stats) المتخصص في إحصائيات مستخدمي الإنترنت حول العالم.

واحتل كذلك المرتبة الرابعة عربيا من حيث اعداد مستخدمي (الفيس بوك)، بعد ان سجلت منصات مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من 13 مليون عراقي اي 40% من السكان وذلك مطلع عام 2017، الا انه استطاع في نفس العام ان يقفز ويحتل المرتبة الثالثة.

وبهذه النسب والاحصائات المسجلة من المستخدمين لهذا المجال، فيمكن بسهولة انتشار اي خبر او حدث بكبسة زر واحدة، فسرعان ماتتلاقفة الصفحات المأجورة والممولة والتي يطلق عليها بالمصطلح العام (بالجيوش الالكترونية) الموجهه، والتي تخدم فئات معينة وتحقق اهداف خاصة، قد تكون تسقيط و وتظليل او مدح وصنع اسطورة بشرية، من خلال نشر اخبار ومنشورات تحقق المهمة المناطه بها.

ونجد ذلك جلياً بين شرائح المجتمع العراقي،فأصبحت اي اكذوبة تنشر تجد من يصدقها ويساعد في نشرها،

 دون التأكد والتمحيص والتدقيق من مصدرها  الحقيقي، ومِنَ الهدف من وراء نشر مثل هكذا خبر، بل على العكس من ذلك فإنه يقوم بمشاركة هذه الاخبار، عاملاً بقول النبي الاكرم (ص)[ الدال على الخير كفاعلة ]، دون علمه بأنه ساعد في نشر الاشاعة والحدث الكاذب لأكثر عدد من الناس حتى لو كان ذلك بحسن نية منه.

ولأجل محاربة هذه الظاهرة المخيفة والتي انتشرت وبشكل مرعب في واقع الجميع، والتي ستستخدم مستقبلاً اداة حرب ضد العراقيين، فتشير التوقعات بإن الحرب القادمة هي حرب تكنولجية اعلامية وليست حرب الرصاص والبارود.

ومن باب معالجة اوالتقليل من خطر الاشاعة وتصديقها من قبل مستخدمي هذه المواقع، فإن الحل بسيط ولايحتاج الى عناء، فثقافة الشعوب هي من تصنع الفارق هنا، فمن كانت لديه هذه الثقافة المجتمعية الصحيحة فلا خوفَ عليه، فمن يريد ان يعرف مدى مصداقية مايُنشر فعلية فقط طلب مصدر ماتم نشره او دليلاً على صحته او رابطاً الكترونياً لجهة رسمية نشرت وحررت الخبر،  فذلك سيقلل حتماً من تفاقم وانتشار فايروس الاشاعة المُعدي او القضاء عليه تماماً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك