لم تكن لحية الرجل مكتملة، حتى تزوج من زوجته الاولى حانة، وكانت حانة مغرمة بنتف شعر اللحية، فضجر منها وتزوج بمانة، ومانة لا تعاشره بسبب لحيته النشاز، فاضطر الى حلقها، وضاع شعر لحيته بين حانة ومانة.
يا ترى اين ضاعت همة الشعب العراقي؟!
عندما يشعر الشعب، بدوامة الرفاهية عند البعض، بعد حكومة 36 سنة من النتف المستمر للصوت الثائر، بالمقابل اغلبية تحكم بعشوائية مفرطة، وفقر شديد بعد امل الرفاهية عند غالبية ضحت ولا زالت تضحي، يوجد هناك استهتار مقصود، بتضييع اللحى التي لم تكتمل بعد، هناك سكوت عجيب من صاحب القرار، رغم وجود قيادة نزيهة ترسم له خطط النهوض، لكن صاحب القرار وهو الشعب على ما يبدو ضاع بين الصياح والليالي الملاح.
ان ما يحدث من استهتار في لحية الشعب، يجب ان يواجه بقوة من قبل القيادات الواعية، حيث ان ضياع جهد انتخابي بطرفة عين يعتبر جريمة بحق رأي الشعب صائبا كان ام مخطأ في اختياره، وما يجري في تحطيم التعليم وخاصة في مرحلة مصيرية كالاعدادية، يعتبر جريمة منظمة، مع غياب تام لوجود المحاسب او من يقف بالضد من هذا الاستهتار، وبالمقابل فشعب يسمي قاتله قائدا، هذا شعب قد فقد وعيه تماما، وهو في حالة كومة قاتلة.
المرحلة الان هي مرحلة الموت السريري لشعب الحضارات، فاين نجد من يحافظ على لحيتنا ويعيد كرامتها؟!
ككاتب وقبل ان اسلم لحيتي بيد حانة ومانة، اجد من الضروري الشرعي للقيادات التي تجد في نفسها القدرة على انقاذ الموقف ان تتصدى، طبعا لا اقصد تلك التي سميت قيادة، بل نقصد من هم اهلا للقيادة الفعلية، فالوضع خطير جدا، والامور اصبحت تتأزم شيئا فشيئا، وما دام هناك بصيص من امل في لحيتنا، يوقد من دماء مباركة سالت لاجل كرامة الانسانية، فعلى القادة اللجوء للصعقة الكهربائية عسى ان تحيي الشعب من تلك الغيبوبة.
عندما نتحدث هنا عن كارثة وشيكة، نأمل من القارئ الكريم ان يتجرد من عاطفته، وان يحافظ على ما تبقى من لحيته، وعندما يتجرد من حب حانة ومانة، لا شك انه سيجد من امره مخرجا، فكما نعلم ان ما يحاك ليس حبا بالشعب، ولو كان حبا به لساعده من احبهم على اكمال لحيته لا نتفها، وبالتالي فهو عندما يخرج من زوبعة الصنمية البشرية، ستكون لديه رؤيا واضحة لما يحاك له، فكما فكرت حانة بانانية، ومانة ايضا، فهو ايضا فكر بانانيته واتبع هوى قلبه.
ان ما يحدث اليوم اشبه بالفوضى الخلاقة، التي حدثت في 2014 وفشلت لكن بثمن باهض جدا، دماء والم هنا وهناك، فشباب سبايكر فجعونا بسبب اتباعهم الهوى، ولو عددنا لوجدنا ان تلك الفوضى كانت لحب حانة بالسلطة، وحب مانة للجاه، وحب صاحب اللحية لكليهما، بينما استطاع من هو خارج هذه الدوامة افشال الحلق من هذه الفوضى، فكما نعلم ان مقطع فوضى يتبع فعل الخلق، ففوضى حانة ومانة وزوجهم المراد منه حلق اللحية.
ايها السادة: ان الامس كان للرجل الحكيم في النجف الاشرف موقفه في ايقاف الخلق بعد الفوضى، اما اليوم فمن ينقذ لحانة من حانة ومانة؟!
https://telegram.me/buratha