قيس النجم
بعد إعلان النصر النهائي على الشرذمة الداعشية، سنكون بحاجة لثورة قضائية على كل الأصعدة، ومطاردة الحيتان الكبيرة التي إبتلعت خيرات العراق، واسترجاع الأموال المنهوبة، ويساندها جهد كبير وجريء من الشرفاء في الحكومة والبرلمان، لكي نقول للعالم كما انتم نزيهون نحن أيضاً لدينا رجال يحبون وطنهم، وسيمضون بعملية الإصلاح في كل مفاصل الدولة ومؤسساتها.
أسئلة محيرة في خضم كل هذه القضايا والهموم والأحداث، هل إحترمت الحكومة العراقية على مدى (15) عاما من التغيير، مشاعر الشعب الذي دفع أثماناً باهظة لأخطائها؟ وأبسطها توفير الحياة الكريمة والعيش الرغيد، الذي كانت تتوقعه بعد التغيير الديمقراطي الذي شهد هو الآخر بطئاً وتباطؤاً في كل شيء، فالرفاهية والكرامة في العراق لا ينالها إلا ذو حظ عظيم.
إن الطبقة السياسية التي تحمل في جعبتها شعارات رنانة كبناء الدولة ومؤسساتها وكتابة الدستور وحكم الشعب بنفسه عن طريق الانتخابات جاءت إشارات واضحة لمدى التطور الملفت الذي كان ينتظره العراقيون بعد السنوات العجاف إلا أنها كانت تلك الشعارات مجرد هباء منثورا، وأصبحت بلاء علينا لأننا انتخبنا فيما مضى من جلب لنا التعاسة والهموم.
صحيح أن العملية السياسية مضت، وستصبح من الماضي، لكنها أفرزت كثير من المشاكل والمطبات الإجتماعية، والإقتصادية والفكرية، مع التسويق للأفكار الطائفية التي أخذت في الانتشار شيئا فشيئاً، والحكومة عاجزة عن تلافي هذه المعوقات التي تهدف بالدرجة الأساس لهدم الإنسان العراقي، وجعلته يفكر في الهجرة عن بلده الأم سعياً وراء الأمن والأمان، حتى باتت العقول العراقية تغرد خارج السرب، فهل أدركت الحكومة مشاعر الغربة والذل والفرقة عن الوطن؟!
أكيد أنها لم تدرك حجم الخسارة بسبب هجرة النوارس من أمام بنادق الساسة، لأن العباقرة والعلماء والأطباء والمهندسين أن هاجروا فحياتهم ستصبح فارهة بكل ما تحمله الكلمة من معان، لأنهم كنز ستهتم بهم الدولة المضيفة من اجل الاستفادة من عقولهم النيرة، وسيكون الخاسر الأكبر من كل هذا هو العراق.
ختاماً: من المؤكد أننا نحمل هموماً فوق همومنا، بعد رحيل العقول الكبيرة من البلد، لتكون قضية العراق مشتتة وهدفها غير واضح، ويتفرق الجمع المؤمن على فرق كثيرة ومتناحرة لا تحقق سوى الخراب والفساد لأهل العراق، الذي ذاق الأمرين من سياسات التهميش، والقتل والكيل بمكيالين.
https://telegram.me/buratha