المقالات

كونوا على قدر أصواتنا..! 


قيس النجم
يتطلب البرنامج الإصلاحي الحكومي في عراقنا اليوم، جملة من الإجراءات الحازمة، بسبب السياسات الإقتصادية الخاطئة، التي تفاقمت خلال فترة حكومات الفشل والفساد، لكن ما يميز المرحلة الراهنة، أن الأعداء يكمنون لنا، بكل أسلحتهم الظاهرة والباطنة، والأدهى من هذا، أنهم يستعملون دمى سياسية، تمارس ألاعيبها الخبيثة داخل الحكومة، لتكون قوة دافعة، بإتجاه تحطيم البنية السياسية والإقتصادية للعراق.
تجربة جديدة يمر بها البلد، ويراد لها السبات وعدم النهوض مطلقاً، لذا تجد الساسة القرقوزية، يخلقون العوائق والمعوقات، ليقف الشعب تائهاً لا يعرف حقيقة ما يجري من مصائب، ولكن هيهات أن ينالوا ذلك، خاصة بعد أن تبين لنا، الخيط الابيض من الأسود!
مما لا يحتاج الى التأكيد والتبليغ، بأن العراق حاله كحال العالم، يعاني أزمة إقتصادية مفتعلة، والإصلاحات ما تزال في طريق السير السلحفاتي، والسبب واضح لجميع المواطنين، هو تصادم الكتل والأحزاب السياسية فيما بينها، لتمرير ما ينفعها، والتباطؤ عما ينفع العراقيين، لأن الحكومة في واد، والشعب في واد أخر، وهذا ما لا ترتضيه المرجعية، والجماهير اللتين أعطت تفويضهما في حينها، الى السيد حيدر العبادي، للنهوض بواقع العراق، ويغلق الطريق على ملفات الفساد والفاسدين، وبالشكل الذي يجعل من الإصلاحات طريقاً، نحو القضاء على الإرهاب والفساد في الوقت نفسه، لكن لا حياة لمن تنادي.
المطلوب من رئيس الوزراء القادم، هو وضع الخطط المدروسة، من قبل كوادر مخصصة، مبنية على دراسات عميقة، للواقع السياسي والإقتصادي، وجميع المجالات الأخرى، بعيداً عن الإرتجال، والمحسوبية، والمنسوبية، والإعتماد على القدرات الكفوءة، وهي بالتأكيد المفتاح الأمثل، لتحقيق النجاح الباهر في عمل الحكومة، أما إذا حضرت الإشكاليات السياسية، والسلبيات المتراكمة السابقة في كل محنة، فلن يتقدم العراق خطوة واحدة، ولن تتم معالجة مسارات العملية السياسية، لأن العراق سيعاني تجربتي التشظي والإنشطار، على رأي بعض من الساسة المأزومين.
إن إيجاد الأرضية السليمة، لبناء العملية السياسية والإقتصادية في عراقنا، لا يمكن أن يتسبب في تحويل العراق، الى ثلاث إمارات متناحرة متفرقة، (سنية، وشيعية، وكردية) والتي تخدم العدو، وتعطل عملية الإصلاح، خاصة وأنها تصب في جوهرها، مسألة تقديم الخدمات للشعب، الذي كان فرحاً جداً بالإصلاحات، فصدمته إجراءاتها البطيئة، بل واغلبها ظلت في مكانها تراوح.
للساسة دور كبير في هذه المأساة، لأنهم لا يملكون من عراقيتهم سوى اللغة، فباتوا يغطون على فشلهم المتكرر، وتصورهم بأن المواطن ساذج، يصدق كل ما يقال، وعليه وجب العمل يداً بيد، ليصعد الكلم الطيب إلينا، ونقرأ خلاصة المنافع والحقوق للشعب، لأن المشروع مع الشعب هو المستمر، حيث أن كل خطوة إصلاحية تبدأ مع الجماهير، حتماً ستكلل بالنجاح، لأن الشعوب هي الباقية، والطغاة هم الماضون. 
ختاماً: دعوة الى البرلمان الجديد: كونوا على قدر أصواتنا، ولا تجعلوا الشعب العراقي، مجرد إمارات سياسية للحكم، والمكاسب، والمصالح، والتقاتل فيما بينكم، بل كونوا دعاة حق، رغم أن نصفكم لا نعرف لمن ولائه الحقيقي حتى الآن.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك