المقالات

صراخ على قارعة الطريق..اصوات نشاز

2656 2018-06-28

عمار الجادر

عندما اسير في سيارة بطريق ما، نصادف كلاب تنبح وتجري على السيارة، التي تسير بمعدل 60 كم، اتعجب على عقلها حيث تصرف مجهودا كبيرا دون فائدة!
في تسابق الزمن، ادركت ان هذا الكلب يريد ان يبين انه يبذل عمل، والغاية هو ارضاء مالكه، والاشارة الى من في العربة انه قوي، ولكن الحقيقة هو غبي، اذ انه قد يخدع ويستنفذ قواه، بينما يجوب السارق والقاتل دار مالكه، ولكن في واقع الكلب ان مالكه سيقتله اذا حدث ذلك، اما في واقع البشر ان المالك يعطي الفرص لذلك الحيوان الذي يسمي نفسه قائدا سياسي، وهو جل ما يفعله اللهث خلف عربة زمن تسرع بسرعة الضوء.
ان الفارق بين محمية الكلب ومحمية ذلك المتصدي لقيادة دولة، هو في عظم الكارثة، فمحمية الكلب هو بيت او قفص دجاج، اما محمية ذلك المتصدي هي امانة عرضها السماوات والارض، ودماء يصل اثرها الى اجيال متعاقبة، ان كلب السياسة يختلف عن كلب الحراسة، فهو اما ان يكون حيوان همه ارضاء نفسه وارضاء مالكه، او ان يكون انسان بمعنى القيادة، وهذا ما لا نلمسه ابدا، نضرا لطمع الكلب الشرس في اشلاء مالكه.
لا اعلم كيف يشعر من تقلد امانة وهو يعلم انه ليس اهلا لها! ولا اعلم ان من وثق بمن تصدى الى متى يضن انه فعلا قائد وليس كلبا يداري شعور من انتخبه، وايضا لا اعلم هل يجب ترويض الكلب، ام ترويض من يملكه لكي يقتني حارسا بشرا فقد كرمت السماء بني ادم، فهو اما ان يكون اسوء من الغراب ولا يعرف كيف يواري سوئة اخاه، ام يرتقي الى نبع للأمان فيكون اشرف من الملائكة عند خالقه، وكل ذلك يتبع جوهرة يقال لها العقل، وليس غريزة يقال لها نزوة.
في العالم الافتراضي، تجد الكذب صفة الجبان، حيث علمت من احد اخصاء تربية الحيوانات، ان الكلب الذي ينبح كثيرا هو اقبح انواع الكلاب، فهو متدني النسل، جبان، وعديم الوفاء مطلقا، على قارعة الطريق، يريد ان يبين انه ينتسب الى سلالة تحرس امرا ما، فمن لا يعرف اسلوبه يهابه، ويخاف منه، وايضا يطمع في اقتنائه، لذا سيتودد له باعطائه طعام كثير، والغريب ان اغلب اصحاب هذه الكلاب يعلمون بحقيقتها، ولكن يطعموها اكثر من الغريب لتلا تنقلب عليهم.
هكذا اجد ان العواء على قارعة الفيس بوك، وغيره من التواصل الاجتماعي، هو عرض عضلات ليس الا، واغلب ما تكون هي اهدار طاقة فقط، ولكن المحزن ان المتعامل معها لا يعلم حقيقة هؤلاء، فهو قد خلط عليه غثها وسمينها، بل ان الغث اكثر قبولا من السمين، وهذا ما يجري عند كل حادثة تحدث، فاغلبية القرقعة نجدها من اواني فارغة، لذا تجد ان المالك لهذه الاصوات النشاز يطعمها جيدا، لتضل تنبح مدعية الوطنية والقوة.
لا زال الدم في دولتنا يسفك، ولازال الكلب يمثل علينا بصوته النشاز انه حامي الحمى، ولكن على نوعين فهناك كلب عقور تخافه الناس، وكلب يداري بنباحه المالك، الذي يعلم جيدا ان كلبه غير وفي، لكنه يؤمن بنظرية ( حديدة عن الطنطل)، والمصيبة الكبرى هي ان تلك الكلاب، استطاعت ان توهم البشر انها تدير شؤون حمايتهم، لذا فكل بشري اقتنى كلب وراح يدافع عنه ، حتى تقاتل البشر على كلابهم، فامن الكلب وما عاد ينبح.
ختاما: عذرا لمملكة الادميين، فالمتحولون على قارعة الطريق، وصوتهم نشاز، مما ادى الى غياب التفكير التام، وبهذا فالقاتل مطمئن جدا، لان كلاب القرية اصبحت تعوي فقط.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك