المقالات

سفينة العراق ومعاول الفاسدين!


قيس النجم

روي في حديث شريف، أن قوماً ركبوا سفينة فأقتسموا، فصار لكل واحد منهم موضع خاص، وفجأة نقر رجل موضعه بالفأس، فقالوا له: ما تصنع؟! قال: هو مكاني أصنع فيه ما شئتُ، فإن أخذوا على يده نجا ونجوا، وإن تركوه هلك وهلكوا!
المجتمعات البشرية، إذا دأبت على السكوت عن المنكر، ساءت أحوالها وهلكت، إما إذا ضربت بيد من حديد على أيدي المفسدين، ومنعتهم عن الإفساد، صلحت أوضاعها الخاصة والعامة، وسلمت من المصائب، لذا حرية الفرد وأنصاره مقيدة، تقف عندما تبدأ حرية الآخرين!
الدكتاتورية ولت، والديمقراطية إزدهرت، والإرهاب محنة مرحلية نهايته حتمية، والفساد سيتم القضاء عليه عاجلاً أم آجلاً، لكن عدونا الأخطر ما يزال ينخر فينا، ويعمق ويزيد من خلافاتنا، وتقاطعاتنا في عنوان الوطن، فهل أدركتم أيها الفوضويون العدو؟ أنها أنفسكم الأمارة بالسوء! 
إحترام التنوع يعني الإعتراف بالفروق المجتمعية، لكل نوع يشاركك الوطن، وتعاونك معه يساهم بتحقيق الأهداف المشتركة، ليتطور بلدك ويجعل من شخصك رمزاً لتقدير الموقف، أما الفوضى السياسية بدعوى التهميش والحقوق المفقودة، فلا يمت بصلة لبناء السفينة، أو بقائها على قيد الحياة!
مشروع العراق هو الوحيد القادر على الإستمرار والبقاء، ولن يسمح العقلاء، بأن يخطف جُهال السياسة المشروع، سواء أكانوا معتصمين، أو محتجين، أم متظاهرين، أو متسلحين، فالإحتجاج لا يعني الفوضى، والتظاهر لا يعني التخريب، فهذا إستغلال للوضع العراقي الصعب، وهناك فرق كبير بين مَنْ لديه مشروع إصلاحي، وبين مشروع خاص يغلفه بإسم الإصلاح!
لقد أخطأ كثير من الساسة في رميتهم، لأنهم توهموا بأنهم لو تشبثوا بمصطلح الإصلاح الوهمي، سيجلب لهم الخير، ويمنحهم الحقوق، فمواضع الخلل والفشل مشخصة واضحة، في العمل الحكومي والبرلماني، فأين كنتم أيها الواهمون حيث الميزانيات الانفجارية، إنما تصريحاتكم كذبة كبيرة؟! 
المواقف السياسية المفصلية، تتطلب حنكة وحكمة لقيادتها لبر الأمان، فالبدايات العظيمة تنتج مشروعاً واقعياً عادلاً يحتضن الجميع، وعلى عكس ذلك مَنْ لا يمتلك الدراية والدربة، سيكون مشروعه مشوهاً، وإلا فالسفينة واحدة، وواجبنا حمايتها بكل الوسائل، لا أن ننقر فيها ونحطمها!
ختاماً: طز كبيرة سنقولها للفاسدين، وسنحاسبهم على كل جرائمهم التي ارتكبوها بحقنا، وإن غداً لناظرهِ قريبُ.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك