المقالات

إنسداد سياسي مَنْ يفتح مجاريه؟!


قيس النجم

الطغاة لا عهد ولا شرف لهم يستندون عليه، لكونهم مستبدين يسعون لغاياتهم، وهي فوق كل شيء؛ ومهما كان الثمن، فالوطن والمواطن من يدفعه, والمستفيد الأكبر هم المنادون والساعون للدكتاتورية, هكذا هو المشهد في أغلب الدول العربية, وعلى رأسها العراق!.
إذا بقي الحال على ما هو, فعلى الشعوب العربية إيجاد بديل للوطن, لتكتسب حرياتها المفقودة؛ مادام المواطن فيها لا يشعر بالأمان, والاضطهاد يلازمه كظله, لأن تأريخنا تأريخ حكام, وليس تأريخ شعوب.
وثائق سرية قديمة, منذ بداية القرن العشرين في بريطانية, وبدعم أمريكي, دوّن فيها مخطط خبيث, لتشكيل جماعات متطرفة, شعاراتها إسلامية؛ وهي بعيدة عن الإسلام, ولكنها أجندة ولدت لتخدم أسيادها.
يسعون الى إضعاف العرب والمسلمين, وتشتيت آرائهم, وتحطيم إراداتهم, وتشويه مبادئهم, كل هذا في سبيل الحفاظ على تواجد الكيان الصهيوني؛ في قلب المنطقة العربية, وتثبيت أساسه, ليكون الشوكة التي تغرز في جسد العرب.
العراق هو ما يهمنا, ولندع الشعوب العربية في حالها, فكل شعب يغني على ليلاه, ونحن فقدنا حتى إحساسنا بالطرب؛ منذ أكثر من أربعة عقود, والعراق في دوامة التصارع والتناحر, واليوم نجده في منعطف خطير, خاصة بعد الانتخابات الأخيرة وما شابها من تشويه للإرادة، وتسفيه العرس الانتخابي من خلال التفجيرات، والحرق المتعمد، وقبل كل هذا التزوير، وتواطأ المفوضية في اغلب الأحيان، وبالأحيان تصبح أذانها صماء غير مبالية.
انتقلت عدوى التسقيط السياسي واستفحلت, وأصاب فيروسها مكونات المجتمع العراقي؛ عن طريق (السوشيال ميديا) فأصبحت واضحة, والطامة الكبرى, أنها أولاً على لسان السياسيين, في تصريحاتهم ألا مسئولة, وخطاباتهم الرنانة, التي تحمل طابع التشهير والتجريح, والتقليل من شأن الأخر, حتى وصلوا الى طريق مسدود؛ بسبب خلافاتهم السطحية, نعم السطحية! ولكنهم استطاعوا أن يجعلوا منها خلافات كبيرة, خاصة بعد أن أدخلوا عليها الطابع المذهبي والقومي, فلعبت دوراً مهما في زرع الحقد والتفرقة, بين أبناء الشعب الواحد.
انسداد سياسي مخجل, وحالة مستعصية, من الصعب الوصول الى طريقة لفتح مجاريه, وتسليك البلد من بعض المحسوبين عليه؛ فأنتم كأورام وقتية قابلة للزوال, أوقفوا كل الوعود التي قطعتموها على أنفسكم, في تحقيق أهدافكم الخبيثة, التي لا يمكنكم تحقيقها, فعليكم إعلان فشلكم, وحافظوا على ما تبقى من ماء وجوهكم, التي أصبحت قبيحةٍ, الى درجة أننا كرهنا وجودكم بيننا, وفي بيوتنا على الشاشات الصغيرة.
ختاماً: أليس لهذا النفق المظلم من بارقة أمل, يتفاءل بها العراقيون الصابرون؟!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك