المقالات

بين سني والمظاهرات شبه كبير

1886 2018-07-11

عمار الجادر

في بادى الامر، اود ان انوه ان سني ليس المذهب، بل سني هو الضرس، ولو ان هناك تشابه بين الاثنين، لكني اقصد المعنى الثاني.
لقد بدأ السوس ينخر ضرسي، طبعا لاني تقدمت بالعمر قليلا، والتدخين اخذ مأخذه في اسناني، ولم اتبع نصيحة امي في غسل الاسنان، لاني اتعقد من الروتين وان كان لمصلحتي!
ذهبت الى طبيب الاسنان بعد وجع ليلة كاملة، فقام الطبيب بحفر السن، واخراج السوس منه، ووضع لي حشوة مؤقتة، على ان اراجعه بعد اسبوع لغرض الجلسة الثانية، وطبعا لانشغالي وعدم المبالاة لغياب الألم، لم اراجع الطبيب حتى سقطت الحشوة المؤقتة، ولعدم توفر الوقت الكافي ذهبت للصيدلية، فاعطاني الصيدلي مسكن، ذهب الالم عني، وكلما احسن ان الالم عاد الي، اذهب لاجلب نفس المسكن، حتى شاهدني صديقي الدكتور الصيدلاني، فقال: ماذا تفعل انت؟! هذه الحبوب مسكنة فقط وليست علاج، طبعا تضجورت من نصحه، وهو على حق، حتى تدهور وضعي ورجعت له، وهو لم يقصر بأبداء المساعدة لي.
اليوم اشاهد المظاهرات، في محافظات الجنوب خاصة، تلك المحافظات تستحق ان نقول عنها هي العراق بأكمله، لان منها ثروة البلد، ومنها الدماء التي حفظت كرامة البلد، فمن المؤسف حقا، ان نرى تلك الشيبة التي ضحت بعنفوان حياتها، تقف تحت الشمس اللاهبة، لتطالب ذلك الاخرق الذي يجلس على القمة تحت التبريد بابسط حقوقها، فلولا تلك الشيبة وابنه الشهيد، ماكنت انت ايها الاخرق تجلس بمكان ليس لك.
لكن هل هذه المظاهرات تشبه هياجي عندما يؤلمني سني؟! وهل هي هياج لاجل الحل أم المسكن؟! فاذا كانت لأجل الحل، ألم يبين لكم الطبيب العلاج الامثل؟! هل ذنب الطبيب ان يشتم ويسب وهو لا ناقة له فيها ولا جمل الا واجبه بالنصح والارشاد؟! اسنانكم يا سادة نخرت لانكم انتم من عبث بها، ولم يذهب الالم منها لانكم راجعتم عطار وليس صيدلاني، يعطيكم المسكن ويكسب هو المكاسب، وبالتالي ستمرضون.
هناك تشابه كبير، بين ما تفعلوه اليوم، وما فعلته مع صديقي الصيدلاني الشريف، لكني اعترفت بخطأي له وعالجت نفسي قبل وقوع الكارثة، ولا نرى منكم مصداقية السعي لأجل العلاج، الفرق الوحيد ان سوس سني المني لوحدي، اما السوس الذي اتيتم به الى الحكم قد نخر مقدرات بلد، فلا انتم تقرون بخطأكم، ولا حتى تعذرون الطبيب الذي طالما ما نصحكم، حتى بح صوته، وانتم كما انتم لا تتهيجون الا عند الوجع الكبير!
لكي نكون في جدية من امرنا، علينا ان نكون ثورة لانفسنا، لا لأجل هذا او ذاك، فليس هناك شخص احرص علينا من الطبيب الناصح، اما من يحول ثورتكم هذه الى شتم الطبيب، فهو حتما احد العطارين الذين يعطوكم المسكن ليبرزوا انهم الاحرص عليكم، واعتقد انكم جربتم الخيمة الخضراء والزرقاء، وعطارية ابو اسراء، وعلمانية الاغبياء، وجميعها كانت تجارب حمراء، اهلكت اجسامكم، ولا زالت تلك العجوز تبكي لفقد ولدها دون ان يأتيها بالماء.
ان صرختكم هذه هي صرخة الشرفاء، صرخة الرجال الذين هبوا ليعيدوا المسبية من ايدي المغتصبين، فلا تجعلوها تقف دون العلاج وان كان بالالم والدم، وارجعوا الى نصح الطبيب فهو لكم خير ناصح.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك