مهند ال كزار
كان ولازال العامل الديني, منبع الاحساس القومي, وهو مانادت به النظرية الدينية, التي عدت كل من, وحدة المعتقد, والفكر, والثقافة, والشعور, عاملاً في تكوين أغلب الامم, وهو ما أعتمد عليه اليهود في تكوين دولتهم المنشودة على أرض فلسطين.
منطقتنا العربية, أجتمعت فيها جميع المشتركات, وحدة الدين والفكر واللغة وغيرها, لكنها لم تستغلها في يوم من الايام, لبناء أمة موحدة!رفض الاخر ونبذ الدعوة لمواجهته, انطلاقا من الاختلاف معه, بات يشكل نموذجاً للعديد من الصراعات, التي غابت عنها مفاهيم الانسانية.
التمسك بالانغلاقات الفكرية, وسيطرة الانا على الهوية, حتى باتت معولً لتحطيم الوحدة الوطنية, وأصبحت الطائفية, هي العرف السائد في المنطقة العربية، أرباك المنطقة بالصراع المذهبي, هو رصاصة الرحمة التي سوف تقضي على النسيج الاجتماعي, الذي كان ولا زال مربكاً بسبب سيطرة الانظمة الشمولية, وتفضيل بعض الفئات على بعض أخر.
الدعم اللوجستي, الذي تقدمة بعض الدول العربية, للحركات التطرفية, ومساندتها, من أجل أسقاط الانظمة القائمة, هي غلطة كبيرة, سوف تدفع ثمنها جميع شعوب المنطقة، نمو هذه الحركات داخل المجتمعات, وأنتماء كثير من الشباب اليها, هو دليل قاطع على فشل سياسات التنمية الاقتصادية, والاجتماعية, والثقافية, التي تقوم بها الانظمة السياسية.
الصراع الطائفي في كل من مصر, وسوريا, والبحرين, والعراق, واليمن, وغيرها من الدول, هو نتيجة الاحتقان الموجود داخل هذه المجتمعات, والذي تعمل بعض دول المنطقة على تغذيته بشكل مباشر, نتيجة سيطرة ألمتشددين والمتطرفين على مصادر القرار في تلك الدول .
استقطاب الجهاديين والاصوليين, من كل بقاع العالم, تحت ذريعة الجهاد, وتسليحهم للقتال في سوريا والعراق, خطأ كبير, سوف يعيد ترتيب خارطة المنطقة من جديد, وينشأ لأرضية مناسبة لولادة حركات وحواضن يصعب التخلص منها لعقود من الزمن.
على جميع المهتمين, والمختصين, ومن هم في مركز القرار, أن يعوا خطورة الوضع القائم, وأن يعملوا على بذل الجهود من أجل الحفاظ على النسيج الاجتماعي المربك, والا سوف يكون هناك نتائج لا تحمد عقباها.
https://telegram.me/buratha