المقالات

حقوق وأصلاحات مغيبة

1918 2018-07-19

مهند ال كزار

لا يجد أي شخص عناء كبير، عندما يطالع تقييم المرحلة الراهنة، أو عندما يدير قنوات التلفاز، ليشاهد أو يسمع معظم رجالات الدولة وهم يتبجحون من خلال وسائل الاعلام، ليتحدثوا بأسم الشعب، وبأسم الحق والعدالة.

عجز النخبة وارتباكها في معالجة الشأن العام، وحلولها للمشكلات، كثيراً ما تكون عبارة عن مواعظ ونصائح غير عملية، وهي اليوم غير مجدية، في مواجهة الغضب العارم، الذي أنطلق للمطالبة بالإصلاحات، التي باتت ضرورة ملحة، بعد أن تحول النظام السياسي الى نظام أقطاعي، تتحكم فية العوائل، ورجالات السلطة الذين أهتموا بأمتيازاتهم على حساب تقديم الخدمات والرفاهية للمواطن.

مطالب المتظاهرين تكاد تكون موحدة، في كل المحافظات، وفي نفس الوقت هي بسيطة أيضاً، ولا تحتاج الى أموال طائلة لكي تنفذ، ويمكن إجمالها بـ ؛

المطلب الاول ؛ حكومة نزيهه لا تسرق ويتم محاسبة كبار موظفيها اذا ما اتهموا بالفساد، لا أن تتستر عليهم.

الثاني ؛ حكومة عادلة تقدم الرعاية لكل مواطنيها وبدون أستثناء ودون اي تميز والقضاء على الحزبية والفئوية التي سيطرت على ملف التعيينات، وأسناد المناصب العليا.

الثالث ؛ حكومة قادرة على أيجاد إزدهار أقتصادي وتوفير فرص العمل لكل من يحتاجه، اي جعل الدولة بيئة جاذبه لا طارده.

هذه النقاط لم تكن متوفرة في العراق، فالفساد مستشري في كل مفاصل الدولة، والعدالة غائبة بل قتلت منذ زمن بعيد، ونظام أقتصادي أحادي منهار، يعتمد على النفط، الذي بات نزول أسعاره بشكل مستمر ينذر بكارثة حقيقية، قد تأكل الأخضر واليابس.

الحكومة التي تفشل في توفير هذه المتطلبات الثلاثة، تكون فاقده للشرعية، ومخيبة للامال، لان تقيم النظام السياسي الناجح يعتمد اليوم على رفاهية المستوى المعاشي، ومدى تقديم الخدمات للمواطن، وبدليل أن العراق اليوم متخلف في جميع شؤون الحياة، ومتأخر بكثير عن أغلب دول المنطقة.

فقدان هذه المقومات، يجعل الشعوب الثائرة، خاصة تلك التي ضحت بكل شيئ من أجل التحول السياسي الجديد، تعلن الحرب السلمية، من أجل محاكمة الفاسد، الذي باع الوطن، والذي يعتبر نفسه فوق الشبهات والنقد والتجريح, ولقد نسي بان بغداد تصبر ولكنها تنتفض إذا ازفت ساعة الثورة.

استثمار الودية في التظاهرات شيئ جيد، وهو ما تميزت به جماهير الإصلاح، منذ أنطلاقها بهذا المشروع، حيث تمارس ضغوطها المشروعة وكأنها لعبة، الطرف الثاني فيها الحكومة، وهو خيار عاقل جداً من قبل المتظاهرين، اذا ما قيس بحجم الفساد والدمار الذي خلفته هذه العملية القيصرية منذ عام ٢٠٠٣ .

الخيار العقلاني الى اليوم هو السائد، رغم بعض التدخلات التي بدأت تظهر على الساحة، من قبل بعض الأطراف التي تريد حرف مسار هذه التظاهرات، وفتح جبهات جديدة، تزيد من حجم الضغوط التي تمر بها البلاد، وهو على عكس أهواء ومطالب الشرفاء من أبناء هذا الوطن.

بوادر العنف بدأت في بعض المحافظات الجنوبية، والوسطى، لكن عقلاء القوم استطاعوا أن يمنحوا الحياة فيها شكل أخر، لكن ذلك لا يعني أن لا يكون هناك محاولات أخرى لنيل هدفهم المنشود، في زعزعة تلك المحافظات.

خلاصتي هي؛ أصلاحات الحكومات المركزية والمحلية لم تكن بالمستوى المطلوب، بل الأكثر من ذلك أن سيطرة المتشبثين بالوضع القائم بدأت تظهر على الساحة، والتي تنذر بأن المحاصصة الحزبية هي السائدة والمسيطرة على مجريات الأمور، وأن عليها أن تكون أكثر حزماً في ألغاء المناصب، والامتيازات الزائده، وأن لا تعطي المتصيدين أي مبرراً لاستغلال مشاعر الناس، اذا ما بقي الحال كما هو عليه!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك