قيس النجم
بغداد بنت جميلة شاهقة ممشوقة, قبلة الشعراء, مقر الأدباء, باتت اليوم مسبية مغلوب على أمرها, تعيش في دهاليز بلد لعبت عليه الذئاب المسعورة, بلد أصبح بلا نظام, وأهدافه المفقودة لا تعرف التحقيق, ومطالبه تائهة في دروب المجهول.
حكومات تعاقبت على بلدنا, كل همها أن تأخذ من العراق رجولته, حتى تخلو لهم بغداد, ليبيعوها في سوق الجواري, ويتاجروا بعفتها بين أرذال الساسة, والمدعين بعراقتهم وعراقيتهم، وبعدها سيأتي الدور على كل محافظاتنا العزيزة لتغتصب.
أيادٍ خفية حاكت المؤامرات, لتصل لغايتها, بإغتصاب بغداد أمام أعين العالم, وفي وقتهم إتجهت الإرض الى الإنهيار, وشاع قانون الإرهاب وأنتشر فكر التكفير, وأصبح كالمرض الخبيث كاد أن يصيب كل المحافظات, لولا تشخيص المرجعية الرشيدة وعلاجها المناسب, في فتواها (الجهاد الكفائي), مع وجود بعض الشرفاء, التي نادت بوجود الخديعة وضرورة التغيير.
لنا كل الحق في التظاهر، ولنطالب بأبسط حقوقنا، رغم إننا نعلم أن المطالب لا ترتقي بحجم معاناتنا، ولكننا شعب قنوع وشجاع، لذا يجب أن تكون مظاهراتنا سلمية وصادقة، ونحذر من كل المندسين بوسط جمهورنا، من اجل زراعة الفوضى، وحرق المؤسسات، وتشويه حقنا بالمطالبة المشروعة، كونوا على قدر وطنيتكم أيها الشرفاء، فالمؤسسات والدوائر ملك للشعب وليس للحكومة.
مسؤولية كبيرة تقع اليوم على عاتقنا, للنهوض بالواقع المرير, وإعادة كرامة العراق, والحفاظ على عفة وشرف محافظاتنا من دنس المفسدين, وإذا أراد الإنسان الإصلاح, فعليه أن يبدأ من بيته أولا, فأغلب مفاصل الدولة التي أصابها العطب, ونخرها الفساد, ويتحكم بها رجال الدولة العميقة, أنه بيتنا الكبير وعلينا أن نحميه، ونكون له نعم الأبناء، للسير به الى بر الأمان.
الغربة في بلدي أشبه بمعاناة شيخ, أوعذاب طفل, أو ظلم إمراءة, فكوني لنا عوناً أيتها الحكومة, ولتحافظي على بلدي من الضياع.
ختاماً: أيها الأحرار إزرعوا الحب في أرضكم, وأجعلوا قصدكم وفرضكم خدمة بلدكم, وشرعوا طقوساً لخدمة المواطن, فإنه أحوج اليكم وتذكروا عليا (عليه السلام), ميراث الإنبياء, ومعدن الرسالة, حين قاسمَ بني الرحمة أعباء الرسالة الإسلامية, وتجرع أنواع المآسي, وخدم أمته بكل أمانة, وجمع الشتات وألّف القلوب, وأقام دولة العدل, وفنّد أعراف الجاهلية برمتها.
https://telegram.me/buratha