قيس النجم
إذا كان منهج الحكومة الحقيقي هو بناء الدولة، وتقديم الخدمات، وتوفير الأمن، لا منهج التسلط والسلطة، فلمَ لا يكون تخطيطها واضحاً وإصلاحها ملموساً؟ ولمَ يختبئ رجال الحكومة خلف الأعذار الزائفة والتبريرات الواهية؟ ألم تفكر تلك الشلة الهرمة التي عاثت في الوطن خراباً وفساداً، في أن هناك رجال شجعان يسيرون في طريق ذات الشوكة، ويواجهون الحقائق بأنفسهم، ويعتذرون عن التقصير بقمة الشجاعة، ويتنحون جانباً، ولو كانت التجربة مرة كالعلقم، وقاسية كالحجر.
متى يدرك شيوخ السلطة بأن مرحلتهم قد احترقت وانتهت؟ وأنهم فشلوا في معالجة الأخطاء، وسد الثغرات، وإهمال حقوق الناس، وخيانة الأمانة، والتنصل عن المسؤولية، وكثيرة هي ترهاتهم وحروبهم، عن تطهير دولتنا من الفاسدين، والفاشلين، والمخادعين، والكاذبين، لقد تصرفت الحكومة بعد التظاهرات الأخيرة بعقلية المنهزم، لأنها حاولت العلاج بطريقة غير مدروسة، وستُرحل تداعياتها الى الحكومة القادمة، وكل هذا من أجل أن يتشبثوا بمناصبهم الفارغة.
هل الأحزاب الأخرى في الساحة السياسية العراقية عقيمة لهذا الحد؟ لتكون عاجزة عن تصدير رجالاتها المخلصين الشجعان، الذين يمتلكون الرؤية والخطة والمشروع للنهوض بالعراق، بعد معاناة أمدها (15) سنة، كشرّ فيها الفساد والفاسدون أنيابهما لنهب العراق والعراقيين؟
القناعة الراسخة التي تولدت بعد التظاهرات الشعبية الغاضبة، أثبتت أن لا فرصة لهؤلاء الشيوخ في السلطة، وعليهم ترك الساحة للأفضل والأقدر، وأن لا مجال لهذا الوطن في فرص الإستقرار، وتقديم الخدمات من دون معالجة مجتمعية حقيقية، وإعادة ثقة متبادلة بين الحكومة والشعب، وخطة تبتدئها الصراحة ويدعمها الوضوح، بدلاً من أن تكون الحكومة غطاء فاشلاً لرجالها الفاسدين، وتحطيم الصورة الجميلة للديمقراطية وتجربتها الوليدة في العراق، وعليه فالنهوض بالواقع لن يكون إلا بالرجال الشجعان المخلصين ومن أي حزب كان.
ختاماً: يبدو أن الأحزاب أصبحت عقيمة لولادة الرجال الشجعان، وإلا ماذا نسمي إعادة نفس الوجوه الهرمة للساحة السياسية، رغم فشلهم، وتسنم المناصب من قبلهم؟ أذن سؤال آخر: أين الشباب القادة هل اختفوا؟ أم هناك الف عذر وعذر، وعوائق ومطبات، وأبواب مغلقة في وجههم، لعدم الظهور للساحة، واخذ دورهم في قيادة البلد! أسئلة مؤلمة بحجم دكتاتورية الشيوخ.
https://telegram.me/buratha