المقالات

تنحي ومحاسبة وبديل ناجح هو الحل.


 

قيس النجم
التأريخ القريب أثبت أن البعض لا يحسب حساباته جيداً، رغم خطورة الأحداث وحساسيتها، الى الحد الذي جعلها في عراقنا تكون معركة نكون أو لا نكون، فمنذ عام (2014) ومَنْ تسنم الحكومة لم يكن مستشرفاً للواقع السياسي بشكل صحيح، حين وثّق أبناء المرجعية الرشيدة وبفتواها المباركة، أخطر مراحل العراق الجديد بعد عام 2003 ، فلم تتخذ زمام المبادرة، وتقدم الخطط اللازمة لخدمة الجماهير المتعطشة للحياة الحرة الكريمة، ولم تنتبه الى أن الحكومة ضعفت وضعف معها المجتمع، فظهر الإنحراف والفساد في جميع المجالات، حتى أن المرجعية أنذرت بإنهيار المنظومة الإجتماعية لبلدنا. 
ما وجدناه في الحكومة السابقة والتي هي اليوم حكومة تصريف أعمال كما يسميها البعض، هو أنها رغم كبر سن قادتها وخبرتهم، لكن لا يبدو أنهم يمتلكون خبرات تراكمية، بل إن الشعب عاش تحت حكمهم بخبرة عشوائية، ومن تخبط الى مرحلة أكثر تخبطاً، فالمحسوبيات والمنسوبيات ملأت مفاصل الدولة، ولم يجرؤ أحد من شيوخ السلطة على تقديم إستقالته من منصبه، بل على العكس نراهم يتقاتلون، وقد نخر الفساد والإرهاب البلاد والعباد.
كثيراً ما كانت الحكومة تخلق الأعذار والمبررات لفشلها، وبمجرد إنتهاء الفورة يظهر الكلام الصحيح، ذاك الطرف يكيل التهم للطرف الآخر، وهي سمة ظهرت بلا هوادة حتى بين أعضاء الحزب الواحد الذي تسنم حكم العراق، فهل كان أحدهم على درجة من الشجاعة، ليعلن تنحيه عن السلطة، وترك مكانه لبديل ناجح؟! 
المواطن يريد الأمن، والإستقرار، والخدمات، لكن الحكومة قدمت هذه الركائز الحياتية المهمة بطريقة ترقيعية، ولو كان وعاء الحكومة نزيهاً نظيفاً جداً، لكان مضمون عملها وخدمتها للشعب طاهراً وظاهراً للعيان، ومَنْ يحاول التشدق والقفز على المعطيات البائسة على أرض الواقع المزري، فهو يتجاهل الخارطة الخدمية للوطن، ويعيش في أحلام المنطقة الخضراء وخدماتها المترفة. 
قمة الشجاعة أن يسير الإنسان في طريق، لا يراه يتوافق مع إرادته الشخصية من حيث حب النفوذ والجاه والسلطة، لكنه يتوافق مع مصلحة شعبه ووطنه، التي تقضي بأن يسير مع الشعب ومن أجل الشعب، ومثل هؤلاء تفخر الإنسانية بوجود بصماتهم في ذاكرة التأريخ. 
التنحي، والمحاسبة، والبديل، مثلث لم تتم دراسته في أروقة الحزب الحاكم، (حزب الدعوة الذي تولى أعضاؤه رئاسة الوزراء تباعاً)، والسبب هو فقدان الرؤية، والخطة، والرجال، وكأن أحدهم نَفَسهُ قصير ورؤيته للمصالح قصيرة أيضاً، فلا يفكر إلا في جيبه وحزبه.
ختاماً: عين الحكمة حينما يكون أحد ما، في معركة مصيرية وحرجة يتحملها أبناؤنا بمعاناة كبيرة، فيجب أن يترك المكان وأن لا تأخذه العزة بالإثم، فالناضب منتهي الصلاحية الذي لم يقدم شيئاً لشعبه، يجب عليه التنحي وسيخضع لمحاكمة الشعب والتأريخ عاجلاً أم آجلاً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك