إذا كانت المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف ومنذ أشهر مضت، تطالب القوى السياسية بالنهوض بواقع البلد، وكان الرهان على إجراء الإنتخابات، والإسراع بتشكيل الحكومة الجديدة، وتقديم الخدمات للشعب الذي خرج بتظاهرات كبيرة، نتيجة تداعيات القضايا أعلاه، وعليه يجب أن نجعل أساس المرحلة القادمة، والإتفاقات السياسية هو خدمة الوطن والمواطن.
لكي تتحقق هذه الخدمة لابد من وجود قائد حازم وشجاع، ووطني مخلص لبلده يتحمل المسؤولية الكاملة، عن تنفيذ هذه المطالبات والمناشدات التي يجب تطبيقها، وتكون جزءاً مهماً من برنامجه مع الأخذ بنظر الإعتبار، تعاون جميع الأحزاب والكتل في التعاون معه، للخروج من المأزق الذي يمر به العراق.
الشعب عانى ما عانى من الإهمال، والفساد، والترهل في المؤسسات الحكومية والخدمية وحتى الأمنية، وبالتالي فلا يمكن لسياسي عليل أن ينتج سياسة صحيحة، وهذا ما حصل بالضبط بعد تسنم مسؤولين ضعفاء غير إداريين، وبعيدين عن الحكمة والدراية لدفة الحكم منذ أكثر من (15) عاماً.
القوى السياسية عامة والشيعية خاصة، مطالبة في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى، بأن تنتج قائداً أو ملكاً ليحافظ على هيبة الدولة أو ما تبقى منها، وصاحب السلطة أو السيادة هو مَنْ يمنح الثقة لجماهيره، بأنه صالح لخدمتهم وبخلافه سيدفع الثمن، وإلا فالأحزاب الوطنية كثيرة على الساحة، فهل يعقل أنها عقمت عن صناعة بطل وطني، شجاع، وحازم، قادر على تحمل المسؤولية، وإنقاذ الوضع السياسي بعيداً عن التحزب، ويكون مستقلاً كي تحسب لهم والتصرف بحنكة للخروج بنا، والوصول بالعراق الى بر الأمان.
يمكن أن تكون الكتل والأحزاب والقوى السياسية، التي شاركت في العملية الديمقراطية الوليدة في العراق، هي نفسها سبب الكوارث وأدخلته في منعطفات خطيرة وعشوائية عاش خلالها العراق مرحلة تخبط كبيرة وخاصة بعد أحداث ( 2014) وما تلاها، لكن من المهم جداً اليوم تدارك الأمور وإصلاحها، وإلا فالنتائج سوف لا تكون لصالح أي طرف، فلماذا التشبث بالآراء والتعنت، بدلاً من الحوار والإنصاف، ونكران الذات للتوصل الى نتيجة نهائية حول تحالفات المرحلة القادمة.
الفكرة الواحدة حول المشروع الوطني للمرحلة المقبلة لا يكفي للنهوض به، فاليد الواحدة لا تصفق، لذا فالقوى السياسية مطالبة بإتخاذ موقف وطني حاسم وحازم، حول تشكيل الحكومة القادمة لتكون على قدر المسؤولية، وأكثر ثباتاً، وإصراراً، وإقداماً، ورسوخاً، وتجذراً، وقناعة، لخدمة الوطن أولاً، ولذلك لن نستورد رجالاً ليديروا الوطن، ولن تنزل المرجعية ملكاً من السماء ليصلح حالنا، ولن نقبل بأن تجلب لنا وكالة ناسا الأمريكية، رجلاً من المريخ ليقود الأمور على أرض العراق، وعليه فالقائد أو الملك الذي سنضعه على كرسي الحكومة، يجدر به أن يكون محنكاً، متدبراً، قادراً على الخروج من موقع المتفرج الساذج، الى موقع المشارك الفاعل المؤثر.
ختاماً: علينا أن نعي جيداً بأن أكثر من عدو يحيط بنا، ومشاريع التقسيم مازالت قائمة، فالعراق ضعيف في تناحره وتخبطه، وقوي في وحدته وتكاتفه، وهو قادر على أن ينتج الخير، ويصنع المستقبل، ويقدم النماذج المشرفة التي تمكنه من النهوض الى الأمام، ليكون الملك القادم رجل دولة، وخدمة، ووطن، وليس رجل منصب وسلطة، وتابع للأحزاب والكتل بل هو رئيس وزراء مستقل.
https://telegram.me/buratha