المقالات

أين هم صناع الملك؟!


    قيس النجم

إذا كانت المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف ومنذ أشهر مضت، تطالب القوى السياسية بالنهوض بواقع البلد، وكان الرهان على إجراء الإنتخابات، والإسراع بتشكيل الحكومة الجديدة، وتقديم الخدمات للشعب الذي خرج بتظاهرات كبيرة، نتيجة تداعيات القضايا أعلاه، وعليه يجب أن نجعل أساس المرحلة القادمة، والإتفاقات السياسية هو خدمة الوطن والمواطن.
لكي تتحقق هذه الخدمة لابد من وجود قائد حازم وشجاع، ووطني مخلص لبلده يتحمل المسؤولية الكاملة، عن تنفيذ هذه المطالبات والمناشدات التي يجب تطبيقها، وتكون جزءاً مهماً من برنامجه مع الأخذ بنظر الإعتبار، تعاون جميع الأحزاب والكتل في التعاون معه، للخروج من المأزق الذي يمر به العراق.
الشعب عانى ما عانى من الإهمال، والفساد، والترهل في المؤسسات الحكومية والخدمية وحتى الأمنية، وبالتالي فلا يمكن لسياسي عليل أن ينتج سياسة صحيحة، وهذا ما حصل بالضبط بعد تسنم مسؤولين ضعفاء غير إداريين، وبعيدين عن الحكمة والدراية لدفة الحكم منذ أكثر من (15) عاماً.
القوى السياسية عامة والشيعية خاصة، مطالبة في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى، بأن تنتج قائداً أو ملكاً ليحافظ على هيبة الدولة أو ما تبقى منها، وصاحب السلطة أو السيادة هو مَنْ يمنح الثقة لجماهيره، بأنه صالح لخدمتهم وبخلافه سيدفع الثمن، وإلا فالأحزاب الوطنية كثيرة على الساحة، فهل يعقل أنها عقمت عن صناعة بطل وطني، شجاع، وحازم، قادر على تحمل المسؤولية، وإنقاذ الوضع السياسي بعيداً عن التحزب، ويكون مستقلاً كي تحسب لهم والتصرف بحنكة للخروج بنا، والوصول بالعراق الى بر الأمان. 
يمكن أن تكون الكتل والأحزاب والقوى السياسية، التي شاركت في العملية الديمقراطية الوليدة في العراق، هي نفسها سبب الكوارث وأدخلته في منعطفات خطيرة وعشوائية عاش خلالها العراق مرحلة تخبط كبيرة وخاصة بعد أحداث ( 2014) وما تلاها، لكن من المهم جداً اليوم تدارك الأمور وإصلاحها، وإلا فالنتائج سوف لا تكون لصالح أي طرف، فلماذا التشبث بالآراء والتعنت، بدلاً من الحوار والإنصاف، ونكران الذات للتوصل الى نتيجة نهائية حول تحالفات المرحلة القادمة.
الفكرة الواحدة حول المشروع الوطني للمرحلة المقبلة لا يكفي للنهوض به، فاليد الواحدة لا تصفق، لذا فالقوى السياسية مطالبة بإتخاذ موقف وطني حاسم وحازم، حول تشكيل الحكومة القادمة لتكون على قدر المسؤولية، وأكثر ثباتاً، وإصراراً، وإقداماً، ورسوخاً، وتجذراً، وقناعة، لخدمة الوطن أولاً، ولذلك لن نستورد رجالاً ليديروا الوطن، ولن تنزل المرجعية ملكاً من السماء ليصلح حالنا، ولن نقبل بأن تجلب لنا وكالة ناسا الأمريكية، رجلاً من المريخ ليقود الأمور على أرض العراق، وعليه فالقائد أو الملك الذي سنضعه على كرسي الحكومة، يجدر به أن يكون محنكاً، متدبراً، قادراً على الخروج من موقع المتفرج الساذج، الى موقع المشارك الفاعل المؤثر.
ختاماً: علينا أن نعي جيداً بأن أكثر من عدو يحيط بنا، ومشاريع التقسيم مازالت قائمة، فالعراق ضعيف في تناحره وتخبطه، وقوي في وحدته وتكاتفه، وهو قادر على أن ينتج الخير، ويصنع المستقبل، ويقدم النماذج المشرفة التي تمكنه من النهوض الى الأمام، ليكون الملك القادم رجل دولة، وخدمة، ووطن، وليس رجل منصب وسلطة، وتابع للأحزاب والكتل بل هو رئيس وزراء مستقل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك