المقالات

هل السياسي الشريف عملة نادرة؟


قيس النجم

الدولة عليها أن تخدم المواطن لأنه يستحق الخدمة، ولأنه إختار مَنْ يراه مناسباً لتقديم هذه الخدمة، ولهذا فمن المفترض أن العدل والإنصاف في توزيع الثروات والخدمات، على جميع أبناء الشعب سيكون حاضراً وبقوة، لإشعار المواطنين بتكافؤ الفرص، وعنصر المساواة في حقوق المواطنة، فتتعمق مشاعر الوطنية في نفوسهم، لكن مَنْ هو السياسي الشريف النزيه، الذي سيقدم الخدمة لجماهيره في زمن الفساد؟!
عندما نقول أن الشعوب تحتاج الى مَنْ يفهمها كي تفهم هي رسالته، فإننا نعرف حجم أهمية السياسي الوطني النزيه، الذي بات العراق اليوم بأمس الحاجة إليه، لأن العراقيين تعبوا من الوجوه الكالحة، والفاسدة، والفاشلة التي لم تجلب سوى الخراب والدمار لشعبها.
السياسي الشريف لم تسنح له الفرصة، ليقدم كل ما لديه من رؤى وبرامج لتنمية البلاد والعباد، والسبب أن مافيات الفساد والدولة العميقة، تضع أمامه شتى الوسائل للعرقلة، والتشويه، والتضليل، والشخصنة الناتجة عن الساسة المأزومين، ومشاغلة المواطنين بالأزمات والتي هم في الأصل سببها، لذلك يلجأون للحلول الترقيعية والتنافس غير المشروع، مع الفئة المخلصة النزيهة الشجاعة، لكن هذه الثلة المؤمنة تعاند اليأس، وتستصغر أكاذيب الفاسدين، وتمضي قدماً لساحات البناء والإعمار والخدمة، بعد أفنوا حياتهم في مسيرة الإيمان والجهاد والتضحية فصنعوا التأريخ.
إن مثل هؤلاء الشرفاء سياستهم تصب في خدمة المواطن وتكريمه، وليس التجاوز عليه وتحطيمه، أما الآخرون فإن مشاريعهم وسياساتهم تكون سهلة البيان لكنها صعبة التطبيق، لأنه ليس لديهم تقدير للموقف، وهم بارعون فقط في التصيد بالماء العكر، ولفت الأنظار والتشفي والإنتقام، في حين أنهم لا يأبهون للإنجاز والنجاح، ويتشبثون بشعارات الديمقراطية، والتي من المفترض أن تكون ديمقراطية سلوك وخدمة للجماهير، لا أن تكون مجرد مزايدات ومناكفات. 
ختاماً: علينا واجبات نحن كمواطنين، مثلما لدينا حقوق، لكن الصورة ضبابية غير واضحة؛ بسبب التقلبات والمتغيرات في تعامل الحكومة معنا، من حقنا أن نتظاهر ونثور ونطالب بحقوقنا وهذا كفله الدستور، ولكن يجب وضع العراق أمام أعيننا، لخروج من الأزمة بأقل الخسائر، ونظمن مكسبها، ولنجعلها ثورة بيضاء ناصعة مثل قلوبنا المتعبة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك