المقالات

امتهوكون نحن؟!

1944 2018-08-11

شبابنا يبحث عن شهوته، ولايعي خطورة الموقف، وهو لايعلم ثمن جوهرة الفكر الذي يحمله، فيتمسك بالقشور، ويترك اللب لمن يريد ان يسلبه، فالاسلام بغض النظر عن انه دين سماوي، فهو فكر رصين لحضارة ثابتة.
عندما حل الفكر الاسلامي في جزيرة العرب، فقد كان الاختيار بحجم الكارثة هناك، حيث لم يكن العرب يملكون اي معالم للحضارة، الا القليل من دين ابراهيم عليه السلام، وكانوا مغيبين الوعي نهائيا، حيث كانوا مكب لنفايات تجارب اليهود، وساحة لصراع الحضارات انذاك، فبينما هم على نومتهم، كان هناك شياطين على كامل صحوتهم، مدركين تماما بان هذه الارض مهد لمحطم اصنامهم، ومسفه عقولهم.
لما بزغ فجر الاسلام، كان شمسا لحضارة انسانية شاملة، طهرت العفن الذي عشعش في عقول الناس، ولكن رغم قوتها وصلابة ادلتها، كانت مخترقة من قبل جنود الشياطين، حيث كانوا يعدون لها العدة، وبكامل اسلحتهم الشيطانية، وهذا ما جعلها تنتشر صوريا، لكن الصورة سرعان ما تذهب ادراج الرياح، اما عقائديا ثابتا، فلم يكن الا بالقلة القليلة من الصادقين بحملها، فكانت تلك معضلة تقف امام تحقيق الهدف المباشر.
ما يثير العجب هنا، انه وبعد سفر حافل من التجارب، نجد من يعجبه فكر الشياطين اليهود، ويدعي انه حامل لمشروع الاسلام، تماما كما كان يفعل الثاني مع صاحب الرسالة الاسلامية، فيقابله بالقول: (( امتهوكون نحن))، فعندما يطرح كلام من جاهل، لا يريد به النقاش للوصول الى الحقيقة، بل يريد منه التكذيب بما لديك، سيكون هذا مفترق طرق، يدل على انغلاقك نحو فكرة محددة، وهذا ما نجده اليوم في عقول من يتهم الاسلام بالانفرادية والتعصب.
تكتض مواقع التواصل الاجتماعي، بمهاترات من يدعي الثقافة، ولا اعلم هل الثقافة مفردة يصح قولها على العلماني او الماركسي او من يدعي الالحاد؟! دعونا نرى بعين العقل والتجرد ماذا يكون؟!
دعونا نصدق انهم على ثقافة، وللنظر كيف يكون المثقف؟ 
المثقف هو: 
اولا: صاحب فكر واسع يدرس في الماضي والحاضر والمستقبل.
ثانيا: يكون صاحب حوار مفتوح هدفه الوصول الى الحقيقة.
ثالثا: يدافع عن حقيقة فكرته ولا يستهين بفكر الاخرين.
رابعا: باحثا عن الحقيقة لا باحثا عن تأييد فكره من عدمه.
هنا نتسائل وبأنصاف عن حقيقة الاصناف التي ذكرت اعلاه، مع النقاط التي تبين المثقف، هل تنطبق عليهم نصف نقطة من ما ذكر اعلاه؟!
عندما ارى من يدعي الثقافة، ينهك نفسه بتفنيد فكر الاسلام فقط! هل يكون من الانصاف ان اذكره على انه صاحب ثقافة؟! ام هو سفيه لا يريد الا الجدال الفارغ، فيكون الرد له: (( أمتهوكون نحن؟!)).
دعني اريحك من هذا العناء، واقول لك ان مقالي هذا لن يقرأه الا القليل من الذين يبحثون عن المعرفة، غثها وسمينها، بينما لو كان فيه مهاترة حول وجود قوة خالقة ام لا، ستجد القراءة بالملايين، وهذا دليل على ان فكرك عبارة عن حلوى مكشوفة، لا تجذب الا الذباب لها، الذي لا شغل له بكون الحلوى مسمومة ام لا، بينما العاقل من بني البشر يتفحص في ما يفيد جسمه او يضره، فاي ثقافة تدعي وانت تكم الافواه؟!
لنا عودة قريبة، في شرح الفكر الاسلامي ونظرياته، التي لم يستطع رعاع من يدعون الفكر، الصمود امامها ولازال اغلب اليتامى يلهجون باسمهم، سلاما على ستالين ولينين وبقية المجانين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك