المقالات

تذكروا نوري السعيد واتعظوا!


قيس النجم

التأريخ السياسي المعاصر في العراق ليس ببعيد عنا، فما زال مَنْ بقي من العراقيون يتذكر، كيف إنتفضت الجماهير ضد سياسة نوري السعيد، حيث لم يأبه لمصير الشعب آنذاك، وهذه صورة لما قد سيحدث في وقتنا اليوم، إذا لم تتدارك الأحزاب والقوى السياسية الأمر، فالمشهد السياسي ما عاد يحتمل وسيكون لها وجه آخر، وتقوم الجماهير بسحق هذه القوى وكنسها خارجاً.
أيها الساسة لا تأخذكم العزة بالإثم، وتنحوا جانباً وأفسحوا الطريق لمَنْ يستطيع أن يقدم الخدمات للمواطن، ويستطيع التواصل مع التحديات الراهنة، التي سببتها السياسة الرعناء لشيوخ السلطة الهرمة، حتى وإن كانوا شباباً فهم لم يقدموا شيئاً سوى الخراب والدمار في بلد الخيرات. 
أحزابكم ليست عقيمة عن إنجاب فرسان جدد، ودماء جديدة، وجيل جديد من القيادات والكفاءات، لا تأخذهم في الحق لومة لائم، ليكّونوا مع باقي إخوتهم فريقاً قوياً منسجماً، ويرسموا لوحة بيضاء عن أحزابكم التي سودها فساد الساسة السابقون.
نذكركم بأن خطبة المرجعية الدينية الرشيدة، لا يمكن أن تُجير بإسم السراق، وتُفصل على مقاس الفاشلين منهم، فهل ستجلبون لنا قادة من كوكب آخر، أم أنكم ستبحثون عن وجوه جديدة، تتصدر المشهد السياسي العراقي؟! وإذا عجزتم عن ذلك فتنحوا، أنتم وأحزابكم عن عراقنا، لقد جثمتم سنيناً طويلة على صدورنا، غير آبهين بالمواطن والوطن.
كل شيء أصبح واضحاً للناس وكذلك للمرجعية، التي ذكرت في خطبتها عن لسان حال الناس، بعدم تجربة مَنْ فشل في تقديم الخدمات لوطنه وشعبه، فلا تفريط بحقوق الوطن والمواطن، كما أن الوطن ليس حقل تجارب، فإذا أخفق أحدهم فعليه أن يفسح المجال لغيره في الخدمة، وهنا يتجلى الوفاء للشعب.
ختاماً: تذكروا أن الشعوب الأصيلة لا تُكسَر، ولا تُرهَب ولا تقُهَر، وانتبهوا أن العراق ليس عقيم عن إنجاب الأفضل، فنحن ولدنا من رحم التضحيات، ثم أن زمن المغامرات قد إنتهى، ولنكن على قدر النداء ونسجل موقفاً يخلده التأريخ.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك