المقالات

ديمقراطية الفوضى أم فوضى الديمقراطية!

1678 2018-08-18

 

يصر منظرو علم الإدارة ونظم الحكم، أن النظام الديمقراطي هو أفضل ما توصل إليه العقل الإنساني، كألية لإدارة الشأن العام، ويستدلون بالتجارب الديمقراطية الناجحة في أوربا وغيرها من دول العالم..فيما يرى أخرون أن الأنظمة الدينية هي الأفضل، مستندين لنموذج وحيد دام بضعة سنوات، وهو خلافة علي أبن أبي طالب، عليه وأله افضل الصلوات. 

كلا الرأيين لديه أدلة فكرية، تساند ما يذهب إليه من رأي.. ويهاجم أحدهما الأخر بإنتقادات شديدة ونماذج لتطبيقات فاشلة.. لكن من وجهة نظر من "يتفلسفون" فليس بالضرورة يمكن، تطبيق نظام نجح في مكان ما، ولمجتمع بعينه، وبزمان وظروف معينة، في مكان أخر.. يختلف بالمعطيات، زمانية كانت أو مكانية أو مجتمعية.. وحتى بعض من ذلك! 

ليس سهلا توصيف نظامنا الحالي، بأنه شكل من الديمقراطية، فهو أقرب للفوضى.. لكن من حيث الشكلية، هناك إنتخابات وأحزاب وعمل سياسي، وهذه كلها صور وتطبيقات للديمقراطية.. فهل ديمقراطيتنا فوضوية؟ أم نحن فوضويون ولا نصلح للديمقراطية ولا تصلح هي لنا؟! 

يرى بعض الباحثين في علوم السياسة، إننا لازلنا نحبوا بإتجاه الديمقراطية، ولم نصلها بعد.. وأننا كمجتمع نعاني من أمراض مزمنة؛ تتعلق بإختياراتنا الآنية منها والمستقبلية.. وإننا كمجتمع عربي لم ننضج لديمقراطية حقيقية متكاملة الأركان بعد.. فهل سنصلها يوما؟ 

يعتبرون كذلك أن ما نمر به، هو مخاض طبيعي للأمم، تمر به كثير منها، بطرق وظروف تختلف بإختلاف المعطيات والمجتمعات.. وأن حالة شبه الفوضى التي نعيشها، ليست متعلقة بأصل الديمقراطية كنظام، وإنما بطبيعة تطبيقنا لأليات هذا النظام.. وأن الفوضى حالة عابرة، إن نجحت الأمة في الإمساك زمام أمرها بيدها.. فهل سنفعل؟ 

هل بعد هذا يصح أن نقول، لما لا نعود للنظام الديني؟ الجواب سهل ومباشر.. فهل هناك نموذج كعلي ابن أبي طالب, أو يقاربه حتى؟! 

في الأقل من نراه خليفته, ويسير على طريقه حقيقة، هل سيقبل بالتصدي وتحمل المسؤولية؟ وإن قبل.. هل سنلتف حوله؟! 

أسالة محيرة, يصعب الإجابة عليها.. لكننا مطالبون على الأقل بأن نفكر فيها.. كأمة. 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك