قيس النجم
خارطة الاطمئنان رسمت بحبر أجسادهم الطاهرة، وأعادوا الأمان الى نفوسنا، رجال صدقوا ما عاهدوا الخالق عليه، إنهم أبطال الحشد الشعبي، عندما اختاروا طريق الحق، والوصول الى مبتغاهم ونيل الشهادة، والإلتحاق بركب أنصار الحسين (عليه السلام).
إن دعوة المرجعية الرشيدة قد زلزلت الأرض, وأخرجت أثقالها, متمثلة بحشود مليونية مؤمنة, عندما زحفت قوافل المتطوعين, وهم كالينابيع الزاخرة بالنقاء الأزلي.
جميعنا على يقين أن في المرجعية رجل أسطوري, ذو تاريخٍ عريق, وارضٍ خصبة لولادة عمالقة, بعِثوا من عالم التضحية والإيثار, ألا وهو السيد علي السيستاني (دام ظله الوارف), الذي لم يطلق الجهاد الكفائي إلا بعد أن دخل العراق في نفق مظلم, لا يعرف طريقاً للخلاص, غير التكاتف وتشابك الأيادي, فكانت دعوة ثمينة للكرامة والشهادة, مضيئة للنفس بسموها ورفعتها.
دعوة الجهاد الكفائي لم تكن مقتصرة على الشيعة فحسب، بل جمعت الحشود كل أطياف الشعب العراقي الجريح، فنجد المسيحيين، والصابئة، والكورد يقاتلون جنباً الى جنب مع إخوانهم العرب، من السنة والشيعة، وما عزز الأمل وأشرح القلوب، أن السواعد توحدت، والحناجر صدحت، لا للتكفير والطائفية، وهذا ما سعت إليه المرجعية الرشيدة، لنكون يداً واحدة تقاتل من أجل شعب العراق بكل أطيافه.
العراق لا يقبل القسمة على ثلاثة، الشيعة، والسنة، والأقليات، لأنهم بمجموعهم كنز وطني، أراد الدواعش إقتلاعه، وبمساعدة بعض المحسوبين على السياسة، وهم أشد خطراً علينا من جرذان الصحراء، فنجدهم يتهامسون بثرثرة فارغة، أصبحت واضحة للناس، وهي لا تغني عن جوع.
أصحاب الخطاب المتطرف، أرادوا للعراق الغرق في بحر التقسيم الطائفي، متوهمين أن الضمائر والقلوب النقية بمكوناتها لن تتفق، لكن هيهات أن يخضع الشعب، لهذه الأصوات النشاز.
إن التصدي للقيادة في قادم الأيام، يجب أن يكون مقروناً ومحفوفاً بالكفاية، وحسن الأداء ووجود الصفات المشتركة، التي تنتج سياسة ناجحة لقيادة الشعب، مضافاً عليها عمق الشعور بالإنتماء للوطن، والحرص على تقديم الخدمة لجميع العراقيين دون تهميش أو إقصاء، والأغلبية الوطنية خير منهج لتطبيق حكومة الخدمات، والتي يشعر معها المواطن بالثقة والتواصل، بغية بناء المجتمع الذي أنهكته الحروب، ونخره الفساد المالي والإداري جسده المتعب.
ختاماً: بالعمل الجاد والدؤوب لتكوين الكتلة السياسية الأكبر في المجتمع العراقي، مع الإشارة الى أنه يمثل جميع فئات المجتمع، كما أن التصلب في المواقف يخاطر بالمشروع السياسي في العراق، ويدفع بالناس للمزيد من اليأس والإحباط تجاه القادة والقوى السياسية، لذا فوجود كتلة سياسية ذات أغلبية وطنية، سيلقي بظلاله على تشكيل حكومة وطنية، قادرة على تحقيق الإستقرار الأمني والإقتصادي
https://telegram.me/buratha