باتَ من المستطاع القول ، إن بوصلةِ المنظومةَ الإعلاميةَ، تتجهُ يوماً بعد أخرَ نحو أنفاقٍ مظلمةٍ، عكسَ مامؤملٍ من الإعلام أن يمثلُ الواجهةِ المشرقة للحقيقةِ والحضارية للبلدِ،نظراَ لجملةِ معوقات.
يقفُ بطليعةِ تِلكمُ الإرهاصات ، التسيسِ المقيت لوسائلِ الإعلامِ، والذي القى بأضلتهِ على مهنيتها وجعلها حِكراً للتوجهاتِ الحزبيةِ والفئويةِ ،تارةٍ يدخل بموجب الإحتمار ذات التوجهُ الحزبي على منغصاتهم دائرة العصمةِ، وأخرى يُكَممُ الافواهَ ويُكسرُ القلمَ من أن يوجهُ إنتقادهِ، مما يجردُ الإعلام من أشرفِ عواملَ المهنية.
لعلَ إختزال مخاطبةِ الإعلام العربي لنفسهِ من حيث اللغةِ عموماً، جعلتهُ يفتقدُ حلقةٍ مهمةٍ من سلسلةِ الذيوع والإنتشار، وإمكانيةِ محاكاةِ الإعلام الأجنبي ، فلم يستطيعُ الإعلام العربي والمحلي، من الوصول الى العالم الواسعِ إطلاقاً ،بمثلِ ما نحجَ الإعلام الغربي من الوصول الينا سريعاً ، لأنه خاطبنا بلغتلنا، وأنتشر كإنتشارِ النارَ في الهشيم، ليخفقُ الإعلام من فرصةَ تسويقِ الإنجازات، وبيانِ مؤامراتِ الثالوث المشؤم وتعري العملاء على أقلِ تقديرٍ متاح.
أن تترامى الموؤسسةِ الإعلاميةِ بالعناوين الإعلاميةِ، على مختلفِ الإتجاهاتِ ، المرئيةِ والمسموعةِ أمراً مفرحٍ ، يساعدُ على تدعيمِ الواقعُ الثقافي، لما يشكلُ الإعلامِ ،رديفاً للمنظومةِ الأدبية، من حيث كونهِ يعتمدُ على إتقان اللغة والمفردةَ بشكلٍ عام، لكن لايمكنُ أن يكون الإتساعِ بدائرة الإعلام إتساعٍ عشوائي، كما عليهِ الحالِ آنياً، حيثُ إن جملةٍ من الطارئينَ على الإعلام ، إنحدرو بهِ في غياهبِ أفاقٍ بسيطةٍ، من خلال الركاكةِ بالفردة وتغيبٍ شبهِ تام للمفردة الفصيحةِ الأصيلةِ التي لاتتعارض مع إيصال المفهومِ والمراد الى عوامِ الناس.
https://telegram.me/buratha