المقالات

أمريكا ثم أمريكا ثم أمريكا حتى ظننتها سترث!


قيس النجم

عراقنا اليوم يعيش عملية تغيير كبرى، وبات الشعب العراقي متفاعلاً مع قضاياه، وأصبحوا على وقع حياة جديدة لم يألفوها سابقاً، وتوقعوا أن الديمقراطية هي حكم الشعب للشعب، وما زالوا أكثر إندفاعاً وحرصاً وتضحية وعطاء لمجتمعهم، ولكن ما شهدته العملية السياسية من نكبات وإنتكاسات وتقلبات، جعلت من المشهد السياسي مرتبكاً لا تعرف ملامحه الواضحة، رغم مناشدات المرجعية الدينية العليا، بضرورة تشكيل الحكومة القادمة بأسرع وقت ممكن.

قد يكون الحوار طريقنا لتجاوز الأزمة، ولكن إن لم تتوفر الإرادة السياسية، والإعتراف بحق جميع الناس في العيش بحرية وكرامة، وتغليب المصلحة الوطنية على الحزبية والفئوية، والوعي بأن منطق الأخذ دون مقابل، فإن المشهد السياسي العراقي سيتعقد أكثر فأكثر، وإلا ما سبب التأخير في تشكيل الحكومة المرتقبة؟ إن لم لتكن معظم الأحزاب السياسية تفكر بمنطق الأخذ، وخاصة فيما يتعلق بالمناصب الرئاسية الثلاث، وكأن المحاور الشيعية والسنية والكردية عقمت أرحامها لتلد لنا قادة جدد، يقودون عمليات الإصلاح والتغيير والخدمة، بعيداً عن الطائفية والمحاصصة، التي دفع ثمنها الأبرياء من سنوات حياتهم الجريحة.

بعض القوى الشيعية وضعت يديها علناً بيد الأمريكان، وكانت جريئة جداً في التعامل معهم، من اجل كسب ودهم ومجاملتهم على حساب الكرامة والمبدأ، والغاية هو حصولهم على تزكية، أو بطاقة للعبور الأسرع نحو تشكيل الحكومة، مما ولد شرخاً كبيراً يصعب تفاديه، أو عبوره، أو التغاضي عنه، وهذا ما جعل الكتل تتخذ المواقف من بعضها، فالعراق يجب أن يدار بيد حكومة عراقي خالصة، ولائها للوطن والمواطن الذي وضع ثقته بهم، لا أن يصبح بيدقاً في رقعة شطرنج كبيرة من صنع الأمريكان.

المواطن العراقي بعد الإنتخابات بات ضحية لسياسة الإنغلاق، الذي وصلت اليه العملية السياسية، خاصة وأن الجماهير توقعت أن الوطن مقبل على حالة جديدة، بعد أن أطيح بالوجوه الكالحة، مع بقاء زعامات القوى السياسية، وأن البلد ستكون مؤسساته قوية ورجالها أقوياء، خصوصاً وأن المرجعية الدينية العليا طالبت، بأن يكون رئيس الوزراء القادم حازما وشجاعاً، لكن التصلب في المواقف، وعدم لململة البيت الشيعي، هو نقاط ضعف تحسب عليهم، ومخاطرة بالمشروع السياسي في العراق، ويدفع الناس للمزيد من اليأس والإحباط، تجاه القادة والقوى السياسية.

ختاماً: أمريكا ثم أمريكا ثم أمريكا، حتى ظننتها سترث، ولكن هيهات منا الذلة، فللعراق رجال، همهم أن يكون العراق للعراقيين رغم أنوف كل الحاقدين، ولن نسمح لأحد أن يعود بنا الى المربع الأول، الذي تسعى اليه أمريكا وإذنابها، من ذيول السياسة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك