لاشك ان القضية الحسينية أخذت بفضل الله تبارك وتعالى بخلودها الإعجازي، حَيزاً مغايراً لكل الأحداث التأريخية على تهالكِ العصور،حيث من المستطاع القول ، إعتبار قضية سيد الشهداء عليه السلام ، تفردت دون غيرها ، بإجتماع النقضيين بكونها تأخذ تجددها من تقادم الأزمنة،مايؤكد تمام التأكيد، إن ملامح الحضارة الحسينية الرائدة، قد أرساها "الله تبارك وتعالى" إكراماً لتضحياتِ المولى الجسام، وإتساقاً مع فجائعيتهِ وبلاغتهِ
لكنما إختزال تسيير النهضة الحسينية فقط، في المواجهة المسلحة مع الأجهزة الحاكمة الظالمة ، رغم جلالة الهدف ، قد يكون أحياناً تضيق في زاوية النظر لأفق
ملمحة الطف التأريخية.
ذلك لأن عاشوراء هي إرساء الأسس الكفيلة بالإرتقاء بمنظومة القيم، نعم لايختلف أثنان من إن الجهاد والمواجهة العسكرية وغير العسكرية، هي من تقف بطليعة تلك القيم.
غير إن الجهات المتبنية لنشر قضية سيد الشهداء ، أغفلت تماماً تفعيل الجانب الفكري، الذي أسس اليه المولى يوم عاشوراء، وتجلى ذلك بوضوح حينما قال لأصحابه ، مقولته الشهيرة " هذا اللّيلُ جملاً فإتخذوه جملاً، وحدها تلك المقولة كانت بمثابة تفجير ينابيع الحضارات الإنسانية، لأن فيها أسس المولى لإحترام العقل النقدي، وتبدد الثقافات السائدة، لم يجد الفلاسفة اليونانين وغيرههم ممن انتقلوا بالعالم الغربي الى ركب الحضارات، فرصة بأوسع من تلكم التي افرزتها عاشوراء ، واتاحها المنبر الشريف، وأبلغ ما يؤكد إندثار الحضارة الحسينية ، هو إننا رغم إرتباطنا بأكثر من حلقة وصل بالقضية بالقضية الحسينية .إلا اننا مازلنا نضع أمامنا جدران حمراء، ونجعلهم "آلِهٍ من دون الله " نسير خلفهم دون الرجوع الى
ثقافة النقد.او معادلة" كل من هو غير المعصوم ليس بمعصوم" وقتئذ سيتبلج فجر الحضارة الحسينية.
https://telegram.me/buratha