المقالات

عشائرنا تدعم الإرهاب بنزاعاتها!


قيس النجم

الحرية بالمعنى الواقعي، تعني تحرير الإنسان من عبادته للطواغيت والشهوات، والتي تقوده الى الرعب والإرهاب، ولكن أن يتلاعب الخصوم بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة وحتى الخفيفة، في حل النزاعات العشائرية، فهذه ليست من الحرية في شيء!.

إذا علمنا أن المادة 21من شريعة حمورابي القانونية، تحدد عقوبة الرجل القائم، بإحداث فوضى من أجل السرقة أو القتل، فإنه يعدم أمام الناس الذين أوذوا، ويدفنوه داخل جدار صاحب البيت المسروق أو المقتول، أفحكم الجاهلية تبغون؟.

عملية إقتلاع الإنسان من جذوره، ومنعه من الحياة لسبب عشائري أيما يكون، هو قتل للنفس التي حرم الخالق المساس بها، وكأنما قتل الناس جميعاً، لذا فنحن لا نريد عشائر بلا ضوابط إنسانية وأخلاقية ودينية، ولا نريد مشاكل تتعاظم لتصبح أزمات، يدفع ثمنها الأجيال برجالها ونسائها وأطفالها، فيضعف من الأواصر والعلاقات العشائرية بين أبناء المنطقة الواحدة، ثم أن مخاطر الإحتراب العشائري ليست أقل عنفاً من الإرهاب، بل قد تكون نتائجها خطيرة.

 العشائر العراقية الأصيلة يشهد لها في المحافل الاجتماعية، بأنها تنحت في الصخر، وتغرف من البحر، حتى تعاد العدالة والحقوق الى نصابها الصحيح، عندما يصرون على فك النزاعات والإحترابات، وهذا نابع من التأثير العقائدي والتقارب المناطقي والفكر الإصلاحي، الذي يحمله أهل الحل والعقد والخبرة في مجمل القضايا الوطنية، وبالتالي تقوية روح المواطنة، والإنتماء وعدم إشاعة الفوضى، بأي شكل قد يؤثر على صور التلاحم العشائري، والذي عرف به أهل العراق ماضياً وحاضراً.

ثقافات مستوردة، وظواهر غير مقبولة، وأحكام ليست من الدين في شيء، ولكنها أخذت تنتشر هذه الأيام، بسبب الجهل المقدس، الذي يصر عليه الطرف الباطل، حينما يلجأ الى إستخدام الأسلحة بأنواعها، لترهيب الناس، وقد يحدث ما لا يحمد عقباه.

 إذا تطورت الأمور، ويتحول الإحتراب الى معارك طاحنة، يذهب ضحيتها كثير من الأبرياء، بحكم درجة القرابة من مثيري النزاعات، فيصبح إعلان الوفيات لا عن مرض أو حادث إرهابي، بل لتقاتل عشائري مقيت، وهو أخطر من الإرهاب نفسه.

حان الوقت لتتكلم العقول، بدلاً من الأسلحة في الجلسات العشائرية، وتطرح الحكمة والموعظة من أفواه العقلاء، لا من ألسنة مجانين اللحظة أصحاب الإبتزاز المادي، وكأنهم أعجاز نخل خاوية لا تثمر إلا شراً، ولمزيد من الدماء والأحقاد، ولتزداد الأوضاع تعقيداً، لذا ندعو من منابرنا بضرورة توعية العشائر، وفضح المشروع الخبيث الذي يقف من ورائه الفاسدون، فنحن بأمس الحاجة الى التواصل والتلاحم، ولتجعلوا أنفسكم ميدانكم، كما أوصاكم إمام العدل علي (عليه السلام).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك