قيس النجم
الوضع السياسي العراقي ومشهده التراجيدي الغريب، وضع كلاً من الكتل والتحالفات في خانة خاصة به، وما يدور من أحداث في سيناريو غريب من خلال أربعة محاور، وهي كما يلي: (المحور السعو أمريكي، ومحور الدعوة، ومحور المرجعية، ومحور البناء ).
اولاً- محور السعو أمريكي: التأريخ القريب أثبت أن البعض لا يحسب حساباته جيداً، لكن المعارك المصيرية تحتاج الى تخطيط إستراتيجي، قادر على قراءة المشهد السياسي، وإستشراف للمستقبل الراهن، فالمحور( السعو امريكي) فشل في تسويق السيد العبادي، لتولي منصب رئيس الوزراء لولاية ثانية، فقد احترقت ورقته، لذلك رفعا أيديهما عنه، وبدأ بالترويج لشخصيات جديدة لكنها لم تحظَ بالقبول، والذي خرج من رحم المعمعة والمهاترات، وهو شخصية جديدة لكنه ليس بجديد، فقد شغل منصباً مخابراتياً في العراق، لتسويقه ليكون رئيساً للوزراء بديلاً للعبادي، ويحظى بدعم (سعو أمريكي)، وهناك شخصيات بديلة تنتظر دورها، إذا ما احترقت ورقة صاحبنا المخابراتي.
ثانياً - محور حزب الدعوة: هو الآخر فشل في تقويض الخلافات، بين جناحيه العبادي والمالكي وبين باقي الكتل، ولذلك لم يتوصلا الى مسمى واحد لرئيس الوزراء، وعدم الإتفاق على مرشح تسوية تدعمه الكتل، ويكون من داخل الحزب نفسه، حيث إنضم كل جناح لكتلة تختلف في برنامجها عن الآخر، فبقي حزب الدعوة أسير الشيخوخة، وغادروا توحدهم وعملوا وفق نظرية المؤامرة، حتى تآمروا على بعضهم، ثم خسروا ثقة أقرب المقربين لهم، فقالت المرجعية: لا عودة للدعاة مرة أخرى، وجميع الأحزاب والكتل قالت: إنتهى زمن العودة الى الحزب الأوحد.
ثالثاً - محور المرجعية الدينية: أشارت في خطبها المتكررة بضرورة إختيار رئيس وزراء قوي، وحازم، وكفء، وشجاع، يعمل على تقديم الخدمة الحقيقية للوطن والمواطن، ويوحد الجهود خلف مشروع وطني للنهوض بالواقع العراقي، وما يؤسف له أن يستمع إخوة الطريق والمصير، الذين يميلون الى مخططات خارجية، وتبدو أنها داعمة لهم، رغم علمهم أنها مكر وخديعة للجميع، لتشتت جهد أبناء الوطن الواحد، أما القسم الثاني فقد أخذ من كلام المرجعية دستوراً لهم، ونكروا ذاتهم لكونهم يشعرون بحجم المسؤولية الوطنية والأخلاقية الملقاة على عاتقهم.
ربعاً - محور فتح: الجماعة الذين رفعوا شعار البناء، وقد حصدوا عدداً كبيراً من المقاعد البرلمانية، لكنهم الى الآن لم يحسموا أمرهم على شخصية واحدة لرئاسة الوزراء، مع أن رئيس تحالف الفتح هادي العامري إعتذر عن الترشيح لمنصب رئيس الوزراء، إمتثالاً لأوامر المرجعية الدينية العليا، كما يقول، ولم يرشحوا حتى الآن شخصية تستحق ان تكون في الصدارة، رغم وجود رجال ذوو كفاءة وقدرة على قيادة البلد داخل هذا المحور، كما يصرحون، ولكن الأمر يحسب عليهم وليس لهم، وخوفهم من ترشيح سياسي يحظى بالمقبولية من الجميع.
ختاماً: هناك فيلم أكشن أمريكي يتم إنتاجه، وهذه المرة ليس في هوليود بل في العراق، والأبطال هم رجال يدعون السياسة، إلا أنهم ممثلون رئيسيون في هذا الفيلم، وهم بيادق سياسية في رقعة شطرنج المشروع (السعو أمريكي)! فعلينا الحذر من هؤلاء، فالعراق أكبر من كل المتخاذلين، والمسؤولية تقع على عاتق السياسيين الشرفاء للتصدي لهذا الفيلم الخبيث، فالعراق للعراقيين فقط.
https://telegram.me/buratha