المقالات

قنافذ إعلامية في مدن الخطايا!


قيس النجم

بعض القنوات الفضائية باتت لغتها الإعلامية في غاية الإنحطاط، لما فيها من إسفاف وتسويف، وإبتعاد عن القيم المجتمعية الملتزمة، التي تربى عليها أبناؤنا، خاصة وأنه من المفترض في المرحلة الراهنة، وجود إعلاماً يعمل بهوية الوطن الحقيقية، ولا يدع مجالاً لدخول الأفكار المنحرفة، والتي تسير بالناس صوب الهاوية، كما أن ردود الأفعال العنيفة غير المنضبطة، وغير المدروسة، وخارج الأطر الإعلامية الصحيحة، تعد كارثة ثقافية بمعنى الكلمة، وتُعبر عن حالة من الفوضى الثقافية. 

ممارسة الحرية حق شخصي، ولكنها تحتاج الى درجة كبيرة من الوعي والمسؤولية، لبناء الفكر الإنساني والمجتمعي، لكي نرسم صورة جميلة لتجربتنا الديمقراطية الجديدة، التي لا تعني الإنفلات والضجيج والإنفعال غير المبرر، لذلك ستكون الخطوة الأولى لبناء إعلام وطني موحد متزن، يراعي الضوابط والأعراف الدينية والمجتمعية، ولو بالحد الأدنى منها، وهذا مالا تفعله القنافذ الإعلامية التي إنتشرت مؤخراً، حيث بات صاحب القناة، أو المحطة، لا يعترف بالفضائل والقيم والأخلاق، لأنها غير مجدية لديه.

 إن نشر مفهوم الرذيلة وفضح المشاهير، حين تبث من أجل تغطي الواقع المؤلم، الذي يتناولونه دائماً من منظورهم الآثم، حيث يثير الحقد والضغينة، وكأنما ليس لهم علاقة بإنصاف المواطن والوطن، إنما ما يهمهم هو جلب المزيد من المتابعة والمشاهدة، فتبدو القناة لا هي موالاة لجهة معينة، ولا معارضة على جهة أخرى، ولا يمكن أن نطلق عليها تسمية دقيقة لها، لكونها بعيدة عن الإعلام المنصف، فتبدو كالمثل القائل: (بالوجه أمراية وبالكَفه سلاية).

 الممارس لمهنة الإعلام وبكل أصنافه، يجب أن يكون إيجابياً، وكذلك لا تنتهي أفكاره، وعليه محاربة الإشاعات حيثما كان مصدرها، فالذي يدركه الإعلامي المتفتح، هو توحيد الجهود من أجل الوطن، وليس على الوطن! والوقوف بوجه كل أنواع البغضاء والعداوة، وقد أجريت دراسة علمية بإشراف جامعة بنسلفانيا الأمريكية، في عام (2005) على ملايين الأشخاص عشوائياً، وأكدت بأن الإنضباط والتحكم بالنفس والإيجابية، من أهم سمات الإعلامي الناجح، لكونها عوامل أكثر أهمية، من الجمال والذكاء.

العراق يعيش مرحلة تاريخية عصيبة، وتحديات خطيرة، أجبرته أن يقاتل نيابة عن العالم، ويواجه الإرهاب بأنواعه، فقد إكتسب الإعلام العراقي دوراً مهماً، في توضيح الحقائق والمصاديق، بما يجري بالبلد من أوضاع مخيفة، وحوادث، ومصائب، وبنفس الوقت يؤرخ ما يشهده من إنجازات، ومكتسبات، وإنتصارات، خاصة والأعداء يحاولون إجراء تعتيم إعلامي عليها، والإعلام العراقي مطالب بأن يتسلح بالثبات، والمواصلة، والمطاولة، وقيادة الجانب الإعلامي نحو النصر، فالحشد الإعلامي المثقف هو من يتصدى لهذه المهمة النبيلة.

ختاماً: إن عملية التحرير والبناء لا تسمح لنا، بإعادة عقارب الساعة الى الوراء، ليعود بالعراق الى مربع الطائفية المقيت، والتخندق السياسي، والخطاب التحريضي، فهذا يحدث في مدن الخطايا الخبيثة، حين إزدهر فيها الشر، والعنف، والحقد، وقد إتضح جلياً للعالم، أن آثار الإعلام الديني المرجعي الملتزم، وتلبية لنداء المرجعية في نقل الخبر بصدق وحيادية، والوقوف بوجه الجماعات التكفيرية، بكل مكان وزمان، يعتبر واجب مقدس لا يقل أهمية من المقاتلين في ساحة الوغى

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك