المقالات

مذبوح على الطريقة اللاأسلامية التعليم.. أنموذجاً

2188 2018-10-03

مهند ال كزار المصائب لا تأتي فرادا، والأحلام معلقة على قارعة الطريق، وقد حكم عليها بالإعدام، لأنها تجاوزت حد المعقول في التأمل والتفكير بالمستقبل. هنا العراق، بلد التراجع لا التقدم، هنا الجنوب، أنصاف البشر، وأنصاف الهوية، ومن يقدمون القرابين، والأرواح، بالجملة، ولا يملكون من هذا الوطن سوى المسمى ، والتشكيك بعراقيتهم، ومصائبهم المتراكمة. هنا أبناءه وطاقاته الشبابية، التي يعول عليها بناء ما هدمته عنجهيات وسياسة الكهول، الا أن القدر لا يقبل مجدداً بأن يكون هناك حلًا لمسائل التعقيد المستمرة. ذي قار، التي أعلن فيها عن نتائج الدراسة المتوسطة، وكانت لا تختلف ألماً، وحسرة، عن مجمل الأحداث العصيبة، التي تمر بها البلاد. نسبة النجاح بلغت ٢٩٪ وهي نتيجة كارثية، ولحظة فارقة في تأريخ التعليم في المحافظة، وأعلنت عن دمار جيل كامل، ينتظر منه أن يكون أداة بناءً لا أداة هدم في المستقبل القريب. ٤٣٩ مدرسة من مدارس ذي قار ،البالغ عددها ٤٩٤، أخفقت في تجاوز نسبة النجاح ٥٠٪، وأن أكثر من ٢٥٠ مدرسة، كانت نسبة نجاحها أقل من ٢٥٪ . المدارس الأهلية لم ينجح من مجموع طلبتها البالغ عددهم ١٠٠٠ طالب سوى ٦٠ طالباً فقط، فضلاً عن نتائج المدارس المسائية المخيبة للأمال أيضاً. تراكمات وأسباب كانت ولا زالت مشخصة، وتواكب العملية التربوية منذ سنين، لكن دوامات الغنائم والتصادم من أجل المناصب، التي تعيشها الحكومة المحلية، جعلتها خارج أقواس الأهتمام. قد يندهش من يطلع على هذه النسبة الكارثية، ويتسأل ماهي أسباب هذا التدهور التعليمي في ذي قار؟ وهل كانت متوقعة في ظل الأجواء التي تعيشها الدولة بشكل عام والمحافظة بشكل خاص؟ شخصياً كنت أتوقع هذا الدمار للعملية التربوية لأسباب ؛ أولها ؛ أن المدارس الأهلية، قد تحولت الى مشاريع تجارية أكثر منها تعليمية، مما جعل أغلب المدرسين يعملون بنظام الـ( الشفتين)، وعدم أهتمامهم بالوضع الدراسي للطالب ، بقدر أهتمامهم بالأموال التي سوف يتقاضونها من هذه الدكاكين. ثانيها عدم جدية وزارة التربية في تطوير كفاءة، المدرسين والمعلمين، وأشراكهم في الدورات التخصصية، والاستفادة من العطلة الصيفية، لتحسين مستوى ملاكاتها. ثالثاً ؛ سيطرة العلاقات الحزبية، والمصلحية، على ملف المدارس الطينية التي يتجاوز عددها الـ ١٧٠ مدرسة، والتي أحيلت للأنشاء في عهد وزير التربية السابق خضير الخزاعي، وبقيت الى اليوم في أروقة النسيان وعدم الاهتمام. رابعاً ؛ وضع الأبنية المدرسية المتهالكة، والاكتضاض داخل الصفوف والذي يصل أغلب طلابه الى ٧٠ طالب، بينما أن الصف المثالي يجب أن لا يتجاوز ٢٥ طالب، مما أثر سلباً على مستوى الطالب العلمي. خامساً ؛ التشديد في عملية تصحيح دفاتر الطلبة، بدون الالتفات الى طبيعة الظروف، والأجواء التي يعيشها الطالب، ومستقبل العملية التربوية داخل المحافظة، وهو ما لمسناه بعد هذه النتائج الكارثية. ناهيك عن الدور الأساسي، الذي يؤديه أولياء الأمور، في مراقبة الأبناء، بصورة مستمرة، وهو ما فقدناه في الفترات السابقة، وعدم أكتراثهم بالمستوى العلمي لأبناءهم. لست هنا في باب مناشدة الحكومة المحلية، لأنها غارقة بمشاكلها، فكيف لها أن تقوم بحل مشاكل المؤسسات الاخرى، لكن على أصحاب الشأن في وزارة التربية، وممثلي المحافظة في مجلس النواب، أن يعملوا على أعادة هيكلة مديرية تربية ذي قار، ووضع خطة شاملة وعاجلة، لوضع حدً لهذه الانتكاسات المستمرة، وتفعيل القانون في ضبط المؤسسات الحكومية، والتعليمية، التي أصبحت كالمقاهي لا تقدم ولا تظيف اي شيئ للمسيرة التربوية.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك