مهند ال كزار
الذي يضع نفسه في الخدمة، أو الساموراي، هو اللقب الذي يطلق على المحاربين القدماء في اليابان، فقد كانوا موظفين يحملون السلاح، يغلب عليهم أرتداء الملابس الخفيفة، ويتقلدون سيفين، ويتميزون بوضع غطاء خاص على رؤوسهم، ويتدرجون في المناصب العسكرية، ولكل منهم نصيبة من الأرز، والتسهيلات التي تقدمها لهم الدولة أنذاك، وكانوا يشكلون طبقة مستقلة، وقد وضعوا أنفسهم في خدمة سيدهم الاول.
شكلوا ما عرف بالنخبة الحاكمة، وخرج من بينهم مؤسسو الشركات الصناعية الكبرى والمصارف التجارية في اليابان، كان لهم دور كبير في تحويل اليابان الى قوة صناعية، تساهم وسائل الاعلام الحديثة في نشر ثقافة الساموراي، من خلال الأفلام، التلفزيون، والمسارح، ومن خلال ميزانيات كبيرة تخصص لهذا الجانب.
على عكسهم تماماً ؛ رجال عرفوا بالـ( الحشد الشعبي)، وضعوا أنفسهم في خدمة الوطن، جموع من الفقراء، والمحتاجين، لم يذوقوا في هذا البلد سوى طعم الظلم، والجور، والاضطهاد، يتميزون بملابسهم العسكرية المتنوعة التي أشتروها من حسابهم الخاص، لا يتدرجون بالمناصب العسكرية، بل من الواجب أن نقول ؛ لا يشملهم اي قانون يكفل لهم ذلك.
لا تقدم لهم الدولة أي خدمات، لا يستلمون أي مبالغ مقابل خدمتهم التي يقدموها، وضعوا أنفسهم في خدمة الوطن، من خلال دعوة رجل واحد، لا تربطهم به سوى العقيده، والدين.
اجتمعوا بعد الفتوى التي أطلقها المرجع الأعلى في البلاد، وتشكلوا ضمن سرايا، والوية، وفرق، لكي يكون هدفهم الاول والأخير هو الدفاع عن وحدة وسلامة هذه الارض.
على العكس أيضاً ؛ يهاجمون من بعض القنوات العراقية والتي تسميهم بصريح العبارة بالـ(المليشيات)، ومنهم من يسميها بالـ(الوقحة)، ولم نعلم أن الدفاع عن الوطن في زمن الحداثة أصبح وقاحة!
تشابه كبير بين القوتين ( الساموراي والحشد الشعبي )، من ناحية العمل، والقوة، والانتماء، بالمقابل عدم اعتراف عجيب بتضحيات الطرف الثاني، من قبل بعض السياسيين والممولين لهم، ولو كان حشدنا عند غيرنا لسخرو له كل الإمكانيات المادية، والإعلامية، لكي يكون ساموراي القرن الحادي والعشرين.
ضياع هويتنا الوطنية، جعلتنا لا نفرق بين الوطني، والمنفعي الشخصي، ومن يعمل بأجندت خارجية، حتى بات جميع العراقيين محل شبهةً عند جميع العراقيين، وأصبحنا نرى البياض اسودً والسواد ابيض.
هذه هي الحقيقة وهي واضحة لجميع الوطنيين، ولا غبار عليها، ومن يواجه الرصاص بصدر رحب، هو من سيرسم خارطة الطريق الجديدة، التي سوف تكون بعيدة كل البعد، عن من يسكن الفنادق، والفلل الفارهه، ويتحدث عن مستقبل الوطن.
خلاصتي هي ؛ الحرب سجال، والعتمة مهما طالت لابد من أن ينكشف عليها ضوء الشمس في يومً من الأيام، وحملات التشويه المتعمدة لم تعد تنفع، خصوصاً مع التغير الاستراتيجي داخل المنطقة، ودخول الطرف التركي على خط المواجهة، بعد أن أنكوى بنار الصديق القديم، وتحول المعركة لصالحنا، بسواعد الأبطال من أبناء القوات الأمنية، وبدعم مباشر من مجاهدي الحشد الشعبي .
https://telegram.me/buratha