المقالات

الساموراي ورجال السيستاني

2109 2018-10-06

مهند ال كزار

الذي يضع نفسه في الخدمة، أو الساموراي، هو اللقب الذي يطلق على المحاربين القدماء في اليابان، فقد كانوا موظفين يحملون السلاح، يغلب عليهم أرتداء الملابس الخفيفة، ويتقلدون سيفين، ويتميزون بوضع غطاء خاص على رؤوسهم، ويتدرجون في المناصب العسكرية، ولكل منهم نصيبة من الأرز، والتسهيلات التي تقدمها لهم الدولة أنذاك، وكانوا يشكلون طبقة مستقلة، وقد وضعوا أنفسهم في خدمة سيدهم الاول.

شكلوا ما عرف بالنخبة الحاكمة، وخرج من بينهم مؤسسو الشركات الصناعية الكبرى والمصارف التجارية في اليابان، كان لهم دور كبير في تحويل اليابان الى قوة صناعية، تساهم وسائل الاعلام الحديثة في نشر ثقافة الساموراي، من خلال الأفلام، التلفزيون، والمسارح، ومن خلال ميزانيات كبيرة تخصص لهذا الجانب.

على عكسهم تماماً ؛ رجال عرفوا بالـ( الحشد الشعبي)، وضعوا أنفسهم في خدمة الوطن، جموع من الفقراء، والمحتاجين، لم يذوقوا في هذا البلد سوى طعم الظلم، والجور، والاضطهاد، يتميزون بملابسهم العسكرية المتنوعة التي أشتروها من حسابهم الخاص، لا يتدرجون بالمناصب العسكرية، بل من الواجب أن نقول ؛ لا يشملهم اي قانون يكفل لهم ذلك.

لا تقدم لهم الدولة أي خدمات، لا يستلمون أي مبالغ مقابل خدمتهم التي يقدموها، وضعوا أنفسهم في خدمة الوطن، من خلال دعوة رجل واحد، لا تربطهم به سوى العقيده، والدين.

اجتمعوا بعد الفتوى التي أطلقها المرجع الأعلى في البلاد، وتشكلوا ضمن سرايا، والوية، وفرق، لكي يكون هدفهم الاول والأخير هو الدفاع عن وحدة وسلامة هذه الارض.

على العكس أيضاً ؛ يهاجمون من بعض القنوات العراقية والتي تسميهم بصريح العبارة بالـ(المليشيات)، ومنهم من يسميها بالـ(الوقحة)، ولم نعلم أن الدفاع عن الوطن في زمن الحداثة أصبح وقاحة!

تشابه كبير بين القوتين ( الساموراي والحشد الشعبي )، من ناحية العمل، والقوة، والانتماء، بالمقابل عدم اعتراف عجيب بتضحيات الطرف الثاني، من قبل بعض السياسيين والممولين لهم، ولو كان حشدنا عند غيرنا لسخرو له كل الإمكانيات المادية، والإعلامية، لكي يكون ساموراي القرن الحادي والعشرين.

ضياع هويتنا الوطنية، جعلتنا لا نفرق بين الوطني، والمنفعي الشخصي، ومن يعمل بأجندت خارجية، حتى بات جميع العراقيين محل شبهةً عند جميع العراقيين، وأصبحنا نرى البياض اسودً والسواد ابيض.

هذه هي الحقيقة وهي واضحة لجميع الوطنيين، ولا غبار عليها، ومن يواجه الرصاص بصدر رحب، هو من سيرسم خارطة الطريق الجديدة، التي سوف تكون بعيدة كل البعد، عن من يسكن الفنادق، والفلل الفارهه، ويتحدث عن مستقبل الوطن.

خلاصتي هي ؛ الحرب سجال، والعتمة مهما طالت لابد من أن ينكشف عليها ضوء الشمس في يومً من الأيام، وحملات التشويه المتعمدة لم تعد تنفع، خصوصاً مع التغير الاستراتيجي داخل المنطقة، ودخول الطرف التركي على خط المواجهة، بعد أن أنكوى بنار الصديق القديم، وتحول المعركة لصالحنا، بسواعد الأبطال من أبناء القوات الأمنية، وبدعم مباشر من مجاهدي الحشد الشعبي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك