المقالات

مجلس أعلى ينادي بأعلى صوته: موطني


قيس النجم

أولاً علينا أن ندرك أن الصعاب كبيرة، والتركة ثقيلة، والتحديات خطيرة، في عراقنا بعد عام (2003)، لكن قدر الرجال أن تكون تحدياتهم على قدر هممهم، فهاهم رجالات المجلس الإسلامي العراقي الأعلى، سائرون في طريق ذات الشوكة لبناء الدولة، وتقديم نماذج مشرفة من أبنائه المجاهدين، الذين لولا تضحياتهم لما سقط الصنم، ولما بنيت أساسات الدولة الديمقراطية، فجذور المجلس الاسلامي ليست وليدة اللحظة، بل إنها تاريخ جهادي عظيم، إستلهم دروسه وتضحياته من مدرسة الإمام الحسين (عليه السلام) لرفض الظلم والطغيان.
الذكرى السابعة والثلاثين لتأسيس المجلس الإسلامي العراقي الأعلى، الذي تأسس في (17 تشرين الثاني 1982)، لا تعني إستذكاراً عادياً للمناسبة، بل هو إستحضار لقامات وطنية كبيرة، كان لها الفضل الأكبر في تحرير العراق، لأن جناحه العسكري (فيلق بدر الظافر)، هو مصدر المقاومة ضد البعث ومقارعة ازلام صدام، وكتبوا بمداد دمائهم قصة بدرية عظيمة، تكللت بسقوط النظام البعثي المتغطرس وولى بلا رجعة.
المجلس الاسلامي العراقي الأعلى إسم كبير، مرتبط بشخصية شهيد المحراب الخالد، السيد محمد باقر الحكيم (قدس)، لأنه محطة مفصلية في تأريخ المرجعية الدينية والسياسية، ومنحوت بأحرف من نور في ذاكرة الضمير العراقي، كما أنه مشروع حقيقي لإنقاذ الشعب من القمع والظلم وإسترجاع الحقوق، فكان وما يزال المجلس بشهيد محرابه، مشروعاً شاملاً يتحرك على الأرض، وتطوف أنفاسه على رجالاته، ليخاطبوا الناس، وينهضوا بوطنية حقيقية لتحقيق أهدافهم، ونصرة شعبهم، فكان بحق الوعاء النظيف، الذي حمل مضامين طاهرة، تحمل هموم الوطن والمواطن.
فيلق بدر ورجالاته المعطاء إنبثق من رحم المجلس الأعلى، ولم ينضب عطاؤه منذعام (1982 ) ولحد الآن، ولم يغرقوا في الماضي، بل أخذوا من ماضيهم بقدر ما يخدمهم في بناء حاضر الدولة العراقية بعد عام ( 2003 )، واستشراف مستقبلها، لانهم حقيقة نزلوا لميدان المقاومة والمواجهة، ولم ينفكوا يجاهدون بأنفسهم وعوائلهم في سبيل قضيتهم، التي كانت وما زالت تعني العراق أولاً وآخراً، وقوتهم كانت نابعة من قوة الحق والمبادئ، حيث أرسى دعائمها السيد محمد باقر الحكيم (رضوانه تعالى عليه).
ختاماً: حياة المجاهدين في المجلس الإسلامي الأعلى كان لها معنى، ولمصيرها هدف وطني كبير، ولرؤيته مشروع عصري عادل، ولمشروعه عنوان نزيه، ولا يوجد عنوان أصدق من عنوان مجاهدي بدر، الذين نصرهم الباريء عز وجل، وهم فئة قليلة على الكفار والمنافقين والإرهابيين وهم فئة كبيرة، وهذا ما أرعب امريكا وأذيالها اليوم، عندما واجه رجال بدر الأباة، أوكار الشر الداعشي في ( 2014 ) وشاركوا مع إخوانهم معارك تحرير الأرض والعرض.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك