المقالات

أمريكا: فن الإبادة بلا رقابة!


قيس النجم

حرب صليبية جديدة بثوب مدني مرصع، تختفي وراءه شعارات محاربة الإرهاب والتطرف، ولكنها تسعى في حقيقتها الى تمزيق الشعوب العربية، وتدمير الحضارة الإسلامية، والسيطرة على منابع النفط وباقي الثروات الطبيعية، فبأي حرب تزج أمريكا نفسها؟ ومن المنتصر؟ وهل سيعرض اليمن للبيع في مزاد علني؟ وأين العرب من عدم تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، الذي أكلته الأرضة وبقي شيء واحد منه بأسمك اللهم؟!.

الغرب صاحب المبادرات، والخليج صاحب ردة الفعل، ورغم هذا وذاك، فعلل اليمن القديمة قد إستمرت بالظهور، كعلو مفهوم القبيلة والمذهب، وتراكم سني الفقر والتخلف والفوضى، لأنها بقيت تحت وطأة حاكم جائر وحصار ظالم.

ثوب التحزب والتعصب الأهوج، الذي تحمله السعودية ضد الحوثيين، ليس لأن جماعة الحوثي يريدون السيطرة، على مقاليد الأمور في اليمن، وتصحيح مسار العملية السياسية، التي إنحرفت لصالح المخطط الصهيوني والعالمي، بل لأنها تحمل أرث أبن تيميه وسيد قطب حول مذهبهم، وأما التشيع الحوثي المدعوم من قبل إيران المنافس للمملكة الوهابية المتشددة، أصبح نداً قوياً، لذا فقد نجحت أمريكا وحلفائها من عرب الجنسية، في تكوين هذا التحالف العربي الآسيوي الأفريقي الأوروبي الأمريكي البغيض.

تحول العداء بين العرب وإسرائيل الى العرب وإيران، وباتت طهران العدو الأول للرياض، وأظهر الخلاف طائفياً ومذهبياً، وهذا ما أفلحت فيه المخططات العالمية، بل وأمعنت وركزت وكرست كل الأمكانات لتحقيقه، وما يحدث الآن هو التنفيذ المباشر الأعمى في إرتكاب أكثر الشرور فظاعة، آلا وهو محاولة تشويه الإسلام برمته.

الفن السياسي الذي تمارسه أمريكا بأداة سعودية، لا يعد من السياسة في شيء، فقد أقحمت المملكة السلفية نفسها في حرب خاسرة، فعلى الرغم من أن اليمن ليست عضواً في منظومة مجلس التعاون الخليجي، بمهام قوة التدخل السريع الخليجية المشتركة بقرار المجلس، بدعم مصري وأردني، لتأمين الممرات المؤدية لقناة السويس وخليج العقبة، لأنها لا تأمن لإيران في أي جانب، وبما ان اليمن تمتلك قابلية حدوث حرب أهلية، فذلك يعني تحولها ببساطة الى دولة فاشلة يقودها زعماء مليشيات، مثلما يحدث في ليبيا أو في الصومال، وهي بذلك تقدم دعمها للقبائل، التي تتقاتل مع الحوثيين حقداً وبغضاً بإيران.

لقد فقد العرب إنسانيتهم وهويتهم وإنتماءهم، وسط محاولات أمريكا لتمرير فنونها، التي تسري في مسرح الحياة العربية دون أية رقابة تذكر، وتحقق أعلى المبيعات في دور الموت والخراب والتمزق، لأنها مصدرالدم والهدم للإنسان، والأتجاه به نحو هاوية المجهول أو السقوط، وهذا ما نخشاه على بلاد اليمن السعيدة!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك