المقالات

هويتي والحسابات الواقعية

1894 2018-10-22

مهند ال كزار

منذ القدم، كان اﻻنتماء البدائي، يرتب حقوقاً، وواجبات للفرد داخل الجماعة، تتمثل في الحماية المشتركة، والعيش المشترك، وتقاسم الغنائم، والمشاكل، والمأسي معاً.

دول العالم الثالث، والعراق بشكل خاص، يعاني من مشاكل وأزمات، خطيرة تهدد وحدته الوطنية بالتصدع واﻻنهيار.

المكونات الاساسية للمجتمع العراقي، تعاني من أرهاصات، وتراكمات، نفسية، واجتماعية، وسياسية، تم تفجيرها تحت عدة مسميات، جعلت هذا البلد مهيئً لفقد أغلب الروابط التي تشد لحمته وتراصه.

الهوية ليس مفهوماً مجرداً، ولا جامداً، أنما هو أحساس عام ومفتوح، لا يتوافر الا بوجود عامل نفسي يتمثل بالولاء لجميع الثقافات القومية، والدينية، والاثنية داخل المجتمع.

دولتنا الجديدة، تجعلنا أمام خيارات جديدة، لم تكن تتوفر في ظل الانظمة السابقة، تحديد هويتنا، هي الاشكالية التي يجب الوقوف عندها، لتحديد معالمها ومواصفاتها المطلوبة.

الهوية في العراق، لم تنضج، ولم تتبلور بعد، الاندماج الاجتماعي ما زال مطلباً واقعياً، علاقة الدين بالدولة لم تحسم بعد، التعددية السياسية ﻻ تقوم على برامج، بل تعددية قامت ولا زالت طائفية وإثنية.

الخطاب السياسي العراقي، عمق من أزمة الهوية، هناك من يروج للهوية العربية، ومن يروج لمفهوم اﻻمة العراقية، وأخرون متمسكون بالهوية الكردية على حساب الهوية الوطنية، فضلاً عن هويتنا الاسلامية.

هذا الارباك جعل المواطن، ينسى هويته العراقية، وأضطر للرجوع إلى مكوناته الفرعية، التي أنعشت الانتماء الطائفي والعشائري، وأصبحت لدينا هويات داخل الهوية الواحدة.

بروز هذه الهويات الفرعية، حد من قوة الدولة، جعلها مقيدة، غيبت سلطة القانون، وقوت سلطة العشيرة، والطائفة، والمكون، حتى أصبحت متساوية بالحقوق والواجبات مع الهوية الام التي تحتضر منذ زمن بعيد.

أعادة أحياء هويتنا الوطنية، ليس صعباً، ضروفنا الحالية هي فرصة سانحة للتوحد، والتأزر، ضد عدونا الشرس، مما سوف يساعد على أعلاء الروح الوطنية، ويجعلها تنتعش من جديد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك