قيس النجم
مصارعة الثيران بالإسبانية (corrida de toros)، رياضة أسبانية قديمة تتم بين ثور ورجل، ويُطلق على الرَّجل اسم ماتادور (مصارع الثيران) في حلبة على مرأى ومسمع من الناس، الذين يحضرون لمشاهدة تغلب الإنسان على الحيوان.
رغم إن هذه الرياضة محرَّمة في الإسلام نظرًا لما فيها من تعذيب وإيذاء للثيران، حيث نهى الإسلام عن ممارسة أي شكل من أشكال تعذيب الحيوان أو إيذائه، وورد كثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي توضح هذا المعنى، وتؤكد على هذا النهي.
يدخل المصارع الحلبة، وهو يحمل سيفاً وقطعة قماش حمراء ملفوفة حول عصا، تسمى ميوليتا، ويقوم بعدة جولات بهذه العصا، ويعتمد تقويم أداء المصارع على رشاقته وعلى مقدار الخطر الذي يُعرِّض له نفسه، وأخيرا يقتل المصارع الثور بسيفه، مدخلا إياه بين كتفي الثور، والنهاية الحتمية الموت.
إن سياسة أمريكا في الوقت الحاضر أصبحت كالثور الهائج، تحاول دائماً أن تتناطح مع كل دولة، وإغلب هذه الدول رفعت الراية البيضاء لأمريكا الا إيران، فقد رفعت الراية الحمراء (موليتا) بوجه الثور (ترامب)، من اجل ترويضه ومن ثم قتله سياسياً، بطريقتهم الدبلوماسية، عن طريق حنكتهم وصبرهم.
يستند النظام السياسي الإيراني، الى فلسفة الضبط والتوازن (check and balance)، التي مكّنته من قدرة تكيّفية عالية، في مواجهة وامتصاص الضربات والصدمات، التي وجهت اليه من كل حدب وصوب، حيث تم ضبط أي اختلال من خلال توازن ذاتي؛ تساهم فيه مؤسسات، تكبح جماح بعضها بعض، عبر ثنائية مصممة بشكل هادف ومقصود.
رغم أن هذا الضبط يبدو نظريًا في بعض الأحيان، لكنه فاعل في الأعم الأغلب، مع إقرار بدور مركزي حاسم لقائد الثور الإسلامية الإمام الخامنائي، لاسيما في القضايا الاستراتيجية العليا، كما حدث في مفاوضات 5+1، خلاف ما يراه بعض صانعي السياسة في الأمريكان، من انه سينتهي بانتهاء العمر الافتراضي للأشخاص، لينتهي معه شعار (الشيطان الاكبر)، الذي لم يعد سوى شعار قديم كما يعتقدون، وسينتهي ويتلاشى كما يحلمون، بانقراض جيل الثورة، وهذا السلوك ألأمريكي، يعبر عن رغبة بالكلفة ألأرخص للتغيير، لأنها لا تستطيع دفع التكلفة الأعلى، والمتمثلة بالمواجهة العسكرية مع إيران.
ختاماً: التاريخ أخبرنا ان الايرانيين؛ يعرفون التوقيتات المناسبة لأي تفاوض مع الغرب، وقد عبر عضو مجلس الخبراء آية الله سيد هاشم بطحايى، "ان ترامب ليس أسوأ من فرعون، مؤكدا على أن مسؤولي الجمهورية الاسلامية لا يغلقون باب المفاوضات"، واستشهد بالآية القرآنية، التي تؤكد على أن الله أمر موسى أن يذهب إلى فرعون، ويقول له قولا لينا لعله يتذكر).
https://telegram.me/buratha