المقالات

عصر الفوضى المخطط لها!.

1744 2018-11-10

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

لماذا لم يستقر العراق، بالرغم من مرور قرابة ستة عشر سنة على زوال الطغيان، ومرور قرابة سنتين ونصف على خروج قوات الإحتلال المريكي؟

وسيكون هذا السؤال مفتاحا لبوابة سؤال آخر؛ هو هل من نهاية للفوضى الراهنة؟ وما هو مدى الفوضى القادمة؟!

تتذكرون جيدا؛ الكيفية التي دخلت فيها قوات الأحتلال الأمريكي الى العراق، فلقد كانت سرفات دباباتهم تنهب الأرض نهبا، وكأن البلاد خالية من جيش يقف سويعات على الأقل، وتتذكرون صورة دبابتي الأبرامز في عمق مدينة بغداد، حيث توقفت إحداهما فوق جسر الجمهورية، تماما في وسطه، لتطلق طلقة الأنتصار المزعوم على فندق الشيراتون، في اللحظة التي كان فيها الصحاف وزير أعلام صدام، يعقد مؤتمرا صحفيا يتحدث فيه عن هزيمة "العلوج"، وهو الأسم الذي أطلقه على القوات الغازية.

هذه تذكرة لنبين أن المحصلة النهائية لما جرى في العراق، هي خروج قوات الأحتلال بطريقة معاكسة تماما، للطريقة الأستعراضية التي دخلت فيها، لأنها أكتشفت أن أكتشفت أن ثمن البقاء، سيكون أكثر تكلفة من ثمن الأحتلال، و أنها لم تعد قادرة على الأدارة المباشرة، لعملية التحول التاريخي في المنطقة، والذي جائت الى العراق من أجله.

 فقد خرجت عن يدها، كثير من مفاصل العملية السياسية في العراق، تلك العملية التي تصور الأمريكان؛ أنهم صمموها وفقا لمتطلباتهم وأهوائهم لتخدم مصالحهم، لكن النتائج كانت ليس مثلما أراد المصمم، وتحولت أتجاهات الريح بما لا يخدم أبحار السفينة بربان أمريكي.

 كما أن المؤشرات والمعطيات في المنطقة، تشي بأنها قد خرجت عن السيطرة، والثورات التي مكننتها متعاضدة آلات التخطيط الستراتيجي الغربية والأمريكية، باتت بحكم الخارجة عن التحكم والسيطرة، فثورة مصر تعيد بناء أولوياتها، وليبيا سقطت في وحل الإرهاب، وتونس رجعت الى الوراء، ربما الى قرن من الزمان، وأليم صارت في خبر كان!

 هكذا تأكد لأساطين التخطيط الستراتيجي الأمريكي، أن ليس من بد من أغراق المنطقة، والعراق بضمنها، في حالة واسعة من الفوضى الشاملة،  تطيح بالدفاعات الوطنية، وتكسر بالتالي إرادة الشعوب، وتؤدي إلى الهزيمة المادية والمعنوية..

الحقيقة الواضحة التي يتعامى عنها ساستنا، ولا يقرون بها، هي أن المحتلين قبل خروجهم من أرضنا، قد حشدوا كافة أسلحة الفوضى، وتوظيفها في المشروع الأمريكي للشرق الأوسط الجديد..

إننا لا نكتشف شيئا جديدا حينما نقول أن صراعات المرحلة والتي بانت هنا في العراق، وفي سوريا اخذت  نمطا جديدا لتنتقل من كونها حروبا بين الدول، إلى كونها حروبا داخل الدول .

كلام قبل السلام: العقول الكبيرة تناقش الأفكار، والمتوسطة تناقش الأشياء، فيما العقول الصغيرة فهي التي تناقش الأشخاص!

سلام...

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك