المقالات

ثنائية المواجهة؛ الفساد وتغييب القانون

1874 2018-11-19

مهند ال كزار

بين السائل والمجيب، تضيع المصداقية بين دهاليز الازدواجية البشرية، والعقد النفسية، التي تطفوا كزهرة النيل فوق صفات الفرد العراقي.

نقيضان لا يجتمعان في مكان واحد، وجود الاول يغيب الثاني ووجود الثاني يعني أن قانون حمورابي، وشريعة أورنمو، ووثيقة الملك اوركاجينا هي السائدة ولا حاجه لأي مطامع بشرية، لأن العدالة والمساواة هي التي ستسود.

الأخطاء التي بني عليها النظام السياسي الجديد، برهن للجميع أن الفساد هو المتحكم بكل مفاصل ومؤسسات الدولة، حتى أصبح عرفاً يتداول بين المواطن المغلوب على أمره، والمسؤول المتمكن والمسيطر، الذي تحميه المحسوبية، والحزبية، من أي مسائلة قانونية أن وجدت.

هذه الدهاليز أفقدت الثقة بين المواطن والحكومة، وجعلته يبحث عن (الواسطة) لقضاء أي مشكلة، أو قضية، يتعرض لها في دولة علي بابا والأربعين حرامي.

فقدنا الالتزام الديني، والأخلاقي، في الدفاع عن قضيتنا ومستقبل بلدنا، حتى وصلنا الى طرق مسدودة، لا توصل الى سيادة القانون التي لو وجدت لأعادة الأمور الى نصابها من جديد.

لذلك نتسائل ونبحث عن قضية مهمة، مفادها ؛ من هي الجهة التي سوف تعيد العمل في القانون في عراق اليوم؟ نعتقد أن هذا السؤال ليس بشرعي، كطفل لقيط، وجد على الرصيف، بدون أسم، أو عنوان، أو هوية، والثلة الباقية المتبقية من الشرفاء، تبحث عن عائلته التي رمته على الرصيف منذ بادئ الامر.

هذه هي الحقيقة، الفساد وصل الى مراحل خطيرة، والمفسدين أستملكوا على زمام أمور السلطة التنفيذية، والتشريعية، وخيروا المواطن بين أثنتين، يأما القبول بالأمر الواقع، أو أن الناجح في المجتمع الفاسد، هو أن يكون فاسداً من الدرجة الاولى!

ميزانيات أنفجارية، أختفت بين ليلة وضحاها، تخصيصات مالية، ضاعت بين أروقة الدوائر المعنية، لا يصل المواطن، والموظف البسيط، منها سوى الفتات، والأكثر من ذلك ، أن أزمتهم المالية التي تسببوا بها، بدؤوا بعلاجها من قوت الفقير، وأستقطعوا منه كل الحوافز البسيطة، وعلاواته الوظيفية، وأجور خطوط نقله، خلافاً للقانون، وتماشياً مع الفساد.

تكريس خرق القانون، يحول الدولة والمجتمع الى مملكة للغاب والبقاء فيها للقوي، الذي يملك الأموال، والدعم الحزبي، ويؤكل فيها من لا قوة له، وهذه هي النتيجة النهائية، التي وصلنا اليها.

نتذكر أختفاء ميزانية العراق لعام ٢٠١٤، وما يتم تداوله عن تزوير الأنتخابات، وعقود التسليح الوهمية، والانهيار الأمني في التاسع من حزيران عام ٢٠١٤، سببها فساد السلطة الحاكمة، ومن وضعوهم في الدرجات الخاصة، خلافاً للكفاءة، والتخصص، مع ملاحظة أن من يلمح أو يصرح بمحاكمة المسؤول عن ذلك سوف تقطع يده !!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك