مهند ال كزار
كعادتي، سيجارتي عن جانبي الأيمن، وقلمي عن جانبي الأيسر، أتنفس الدخان، لا الهواء، وأكتب ما يتنفس الهواء المضاف لا الذي يتميز بالصفاء، في ظل ما أنا متأكد في ما سألقاه عند كل صباح، وانا أتصفح بعض مواقع التواصل، التي تكاد تكون متنفسي الأليم، الذي يلامس جروحي المتقرحة، ألتي تعودت على أفراز دموعها الحمراء .
أبحث عن مفاتيح للأمل، في ظل مغادرة الأمنيات، حتى شاب شباب الصابرين والصابرات، وحدد حدود دولة الآباء والكرامة، وحصارها بين جيران خاسئين، لا يعرفون للرحمة من عنوان، أولهم؛ الجوع، والثاني؛ الفساد، والثالث؛ قسوة القلوب التي نمارسها حتى في أثناء شربنا للسكائر .
مررت بيج بغداد، وجدتة فيه فطومة؛ ألتي شاهدت لها مقطعً فيديوي، حطم ما بقي لي من أصرار، وعنفوان، حتى جعلني افقد السيطرة على دموعي ومشاعري، وأثبتت لي أنني لا أملك حتى الدموع، لكي أتحكم بها، ولا أستطيع أن أعمل اي شيئ سوى البكاء .
فطومة؛ كلامها يتميز بالحسرة، بعيون لا تملك سوى الانكسار، رموشً تكاد تكون صرح عالي بالإرهاق، والتعب، سألها معد هذا الفيديو ؛ لماذا تبكين .؟
فطومة ؛ جوعانة
المعد ؛ متريكه
فطومة ؛لا
المعد ؛ متغدية
فطومة ؛ لا
المعد ؛ البارحة تعشيتي
فطومة ؛ لا
المعد ؛ يعني صار يوم كامل وانتي مماكله ؟
فطومة ؛ أي
ياالله ؛ أبنة العشرة ربيعاً، لم تأكل ليوم كامل، ياالله كم هي حياتنا قاسية، ياالله الى متى وسفن الأحزان، على شواطئنا راسية، ياالله وعيوننا لازالت، وعلى الدوام، باكية .
يارب ؛ لا نحتمل المزيد، في ظل مغادرة الأخلاق، وتحول الملوك الى عبيد، سمائنا، وبلادنا، تبدلت، أطفالنا تغيرت، حتى باتت فطومة بلا أصدقاء، لا تعيش الا مع الخبز والماء، فقساوة قلوبنا أرضعناها لأطفالناالصغار، حتى فرزنوا أن فطومة لا تملك مأوى ولا دار، كدارهم التي يعيشون فيها، لذلك هم معها لا يلعبون، ولمأساتها لا يأبهون .
وأنا يا حبيبتي أقول ؛ ياصغيرتي الحبيبة، ستبقين بين جدرانك بيتك اللاإنساني غريبة، تأكلين الخبز مع الماء حيناً، وتشربين الماء مع الخبز حيناً أخر، فهذا هو قدركي المكتوب، في بلدً لا يصلح العيش فيه الا بالمقلوب، أخلاقنا سبيت، وأنسانيتنا جردت، حتى بات الدم، والذبح، والتجويع هو صديقنا وهويتنا الوحيدة، في ظل حكام يتشابهون بالانحطاط والسفالة، فمهما عاشوا سوف يموتون، وهناك سوف تلتقين بهم، وتقصين قصتك على الحاضرين، لكي تخلد لأولي الألباب، تحت عنوان قصة " فطومة الجوعانة ".
https://telegram.me/buratha