المقالات

قصة فطومة الجوعانة.!

2285 2018-12-05

مهند ال كزار

 

كعادتي، سيجارتي عن جانبي الأيمن، وقلمي عن جانبي الأيسر، أتنفس الدخان، لا الهواء، وأكتب ما يتنفس الهواء المضاف لا الذي يتميز بالصفاء، في ظل ما أنا متأكد في ما سألقاه عند كل صباح، وانا أتصفح بعض مواقع التواصل، التي تكاد تكون متنفسي الأليم، الذي يلامس جروحي المتقرحة، ألتي تعودت على أفراز دموعها الحمراء .

أبحث عن مفاتيح للأمل، في ظل مغادرة الأمنيات، حتى شاب شباب الصابرين والصابرات، وحدد حدود دولة الآباء والكرامة، وحصارها بين جيران خاسئين، لا يعرفون للرحمة من عنوان، أولهم؛ الجوع، والثاني؛ الفساد، والثالث؛ قسوة القلوب التي نمارسها حتى في أثناء شربنا للسكائر .

مررت بيج بغداد، وجدتة فيه فطومة؛ ألتي شاهدت لها مقطعً فيديوي، حطم ما بقي لي من أصرار، وعنفوان، حتى جعلني افقد السيطرة على دموعي ومشاعري، وأثبتت لي أنني لا أملك حتى الدموع، لكي أتحكم بها، ولا أستطيع أن أعمل اي شيئ سوى البكاء .

فطومة؛ كلامها يتميز بالحسرة، بعيون لا تملك سوى الانكسار، رموشً تكاد تكون صرح عالي بالإرهاق، والتعب، سألها معد هذا الفيديو ؛ لماذا تبكين .؟

فطومة ؛ جوعانة

المعد ؛ متريكه

 فطومة ؛لا

المعد ؛ متغدية

فطومة ؛ لا

المعد ؛ البارحة تعشيتي

فطومة ؛ لا

المعد ؛ يعني صار يوم كامل وانتي مماكله ؟

فطومة ؛ أي

ياالله ؛ أبنة العشرة ربيعاً، لم تأكل ليوم كامل، ياالله كم هي حياتنا قاسية، ياالله الى متى وسفن الأحزان، على شواطئنا راسية، ياالله وعيوننا لازالت، وعلى الدوام، باكية .

يارب ؛ لا نحتمل المزيد، في ظل مغادرة الأخلاق، وتحول الملوك الى عبيد، سمائنا، وبلادنا، تبدلت،  أطفالنا تغيرت، حتى باتت فطومة بلا أصدقاء، لا تعيش الا مع الخبز والماء، فقساوة قلوبنا أرضعناها لأطفالناالصغار، حتى فرزنوا أن فطومة لا تملك مأوى ولا دار، كدارهم التي يعيشون فيها، لذلك هم معها لا يلعبون، ولمأساتها لا يأبهون .

وأنا يا حبيبتي أقول ؛ ياصغيرتي الحبيبة، ستبقين بين جدرانك بيتك اللاإنساني غريبة، تأكلين الخبز مع الماء حيناً، وتشربين الماء مع الخبز حيناً أخر، فهذا هو قدركي المكتوب، في بلدً لا يصلح العيش فيه الا بالمقلوب، أخلاقنا سبيت، وأنسانيتنا جردت، حتى بات الدم، والذبح، والتجويع هو صديقنا وهويتنا الوحيدة، في ظل حكام يتشابهون بالانحطاط والسفالة، فمهما عاشوا سوف يموتون، وهناك سوف تلتقين بهم، وتقصين قصتك على الحاضرين، لكي تخلد لأولي الألباب، تحت عنوان قصة " فطومة الجوعانة ".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك