عمار الجادر
لم تكن المرجعية الرشيدة مخطئة في شرط القوة، كما انها لا تنقص عادل عبد المهدي، لكنه يسرف في الوقت على ضن ان الدبلوماسية تنفع، ولكن على عازف الناي ان لا يطمئن للافعى الراقصة.
الوقت يمضي والافعى لا زالت تتمايل، ومن غير المعقول ان نضن انها ترقص، بل هي تكسب حيزها لكي تقضي عليه، لذا فان العزف على الناي لا يجدي نفعا، والافعى سامة ولو كان جلدها ناعم، ثم انه لا يمكن لعبد المهدي او اي احد غيره ان يقنع الناس انها ليست مسكينة، بحيث ترقص لاسعاد المشاهدين، وانه يستطيع التحكم بها، فلكل نواياه وغايته، والقوة بالضرب على الرأس امر لابد منه عاجلا، قبل ان يقوى سمها وتحقق مرادها.
عادل عبد المهدي لم يشرع بعد ببرنامجه الحكومي، وهناك شرارات هنا وهناك تستعد لاشعال الشارع العراقي، بغياب وزارتي الدفاع والداخلية، ولا نعرف هل اهل الاصلاح يرقصون لاسعاد المشاهد ام لغاية تحت جلود ناعمة؟! واعتقد ان رئيس الحكومة يعلم جيدا ما يريدون، اما نحن كشعب فلا علاقة لنا الا برئيس الحكومة، وعيوننا تنظر ما يفعل، فهل يكون عبد المهدي قائدا، ام مقاد؟!
الاوضاع الامنية غير مستقرة، واي محلل سياسي يشعر بخطر محدق، فما على القائد الجديد الا الضرب بيد الحديد، التي واعدنا بها سابقه ولم نشاهدها ابدا، ولم يزل الصراع في البرلمان على الوزارات الامنية، وهناك عيون متوحشة تراقب فرصتها، كي تعوض الخسائر التي تكبدتها في معاركها السابقة، ما يحتم على رئيس الحكومة حسم القضية والا! ستكون هناك نهاية مأساوية لحكومة عادل عبد المهدي، بل للشعب المظلوم ايضا.
في الساحة المقابلة، ان ما يحدث اليوم هو هدية مجانية لهم، بحيث ستكون منجاة للمأزق الذي انتاب السياسة الغربية في الفترة السابقة، وامريكا وعلى رأسها ترامب، ستكون سعيدة جدا حان فشل رئيس الحكومة بأكمال كابينته الوزارية، بينما ستتهاوى جميع الصروح التي حققتها السياسة العراقية في فترة الانتصارات، وهذا يشكل خطر دموي في المنطقة، وجميع ذلك سيسجل في حقبة تسنم عبد المهدي لمهام الحكومة.
ان جلود الافاعي ناعمة جدا، ولكن هل اسنانها ناعمة ايضا؟! وهي الان تخزن بسمها، وتشحذ انيابها، فالقوة هي فيصل اليوم، ما يحتم على السيد عادل ان ينهي تلك المهزلة الدامية.
https://telegram.me/buratha