عمار عليوي الفلاحي
يعتبر المنهج الدراسي هو عنصر التدريسي الأساس، يكون بمثابة نقطة الارتكاز، تتمحور على مُعلمٍ ومُتعلم، وصلاح المنظومة التربوية يقاس بهِ تقدم الامم ، وعلى قدر فاعليته بمحيطهِ الإجتماعي، يتقدم المجتمع الى مصاف ركب البلدان المتطورة، ثقافياً وعلمياً وإجتماعياً حتى،
وعلى الرغم من أهمية المنهج الدراسي، وقوة تأثيرهِ بمحيطهِ إجمالأً، إلا أنه بالعراق تعرض مع شديد الأسف ، الى سلسلةِ منغصات في الزمن الطاغية، وفي زمننا هذا أيضاً، ألمت به لذا تراجع التعليم، ركد تيارهُ عن الجريان، وأصبح جسده يعاني السقم الأليم، بعد ما كانت مدارسنا الفلسفية والفكرية، تمثل قصب السبق بالتعليم البشري، و مركزاً للإشعاع الثقافي والفكري ، بزعامة إبن رشد،وابن خلدون وابن سينا والقائمة تطول،في وقتٍ كانت فيه اوربا تغط في ظلام دامس حيث سيطرة الكنيسة على التعليم، وانحيازاتهم للمسيح البيض دون غيرهم، وغيرها من مراعاة الفوراق الطبقية،
في زمن الهدام عليهِ اللعنة وسوء المآب،
كانت المناهج التربوية، تؤدلج أدجلة سياسية، حيث تنطوي على توجهات النظام، وتَعمَد على تشويه الحقائق، تشويهاً يجعل من أعداء الرسالة، رموزاً عربية، فيما كانت تبرر السلوك المستهجن للانظام، في المنطقة، وابلغ شاهد على انحراف المناهج أنذاك عن مسار الواقع، هو جعلهم السيد الولي العارف( روح الله الخميني) ظالم وهو من يقتل ويقصف، بيد إن الاجيال التي تلقت تلكم الدروس المسمومة، حينما رأت مرقداً شامخاً يلوح بالمجد والخلود، يغفو على متن طهران، يرقد فيه عالماً تحدى الازمنة والقِدم بخلوده السرمدي ، الذي يملأ جنبات العالم ضجيجاً بإحيائه الثورة الإسلامية في العالم من جديد،بان حينئذ زيف الدس في المناهج الدراسية سابقاً،
وبعد زوال الطواغيت، منيت العلمية التربوية بصلب صميمها العلمي، (المناهج الدراسية).بإبادة تعليمية عارمة، بعد إضفاء المؤلفين عليها صفة التعقيد ، بسبب الصعوبة الحالكة التي تكتنف المناهج، حيث يُدَرس الطالب في الصف الثاني، الجذر التكعيبي. او يشتمل علوم الصف السادس الابتدائي، على التفاعلات الفيزيائية والكيميائية،وعامة جسم الانسان التي كانت نسختها في أحياء الثالث متوسط، ومادة الانكليزي على قطع إنشائية صعبة، سيما واننا مجتمع علاقتنا غير قوية بمفاصل اللغة الانكليزية، وكل تلك المواد كان الطالب يدرسها في مراحل عمرية متقدمة، تنسجم مع استيعابه، لذلك انقاذ الواقع مما هو فيه واجب وطني، واكاد اجزم بأنه شرعي كذلك، لان الحال ان بقي على ماهو عليه، سيودي بمستقبل شبابنا الى اودية التخلف، يجب ان يعاد النظر بوضع المناهج، وان كان الهدف منه ارتقاء بالمجتمع، فالمعطيات توحي بخلاف ذلك. لما تشكل الصعوبة من إحباط وموجات يأس عند الطلبة، واما التحضر فمعياره القدرة على التغير في التفكير، وتبدد الثقافات
https://telegram.me/buratha