المقالات

المناهج التربوية بين الأدلجة السياسة والتعقيد

1835 2018-12-09

عمار عليوي الفلاحي

 

يعتبر المنهج الدراسي هو عنصر التدريسي الأساس، يكون بمثابة نقطة الارتكاز، تتمحور على مُعلمٍ ومُتعلم، وصلاح المنظومة التربوية يقاس بهِ تقدم الامم ، وعلى قدر فاعليته بمحيطهِ الإجتماعي، يتقدم المجتمع الى مصاف ركب البلدان المتطورة، ثقافياً وعلمياً وإجتماعياً حتى،

وعلى الرغم من أهمية المنهج الدراسي، وقوة تأثيرهِ بمحيطهِ إجمالأً، إلا أنه بالعراق تعرض مع شديد الأسف ، الى سلسلةِ منغصات في الزمن الطاغية، وفي زمننا هذا أيضاً، ألمت به لذا تراجع التعليم، ركد تيارهُ عن الجريان، وأصبح جسده يعاني السقم الأليم، بعد ما كانت مدارسنا الفلسفية والفكرية، تمثل قصب السبق بالتعليم البشري، و مركزاً للإشعاع الثقافي والفكري ، بزعامة إبن رشد،وابن خلدون وابن سينا والقائمة تطول،في وقتٍ كانت فيه اوربا تغط في ظلام دامس حيث سيطرة الكنيسة على التعليم، وانحيازاتهم للمسيح البيض دون غيرهم، وغيرها من مراعاة الفوراق الطبقية،

في زمن الهدام عليهِ اللعنة وسوء المآب، 
كانت المناهج التربوية، تؤدلج أدجلة سياسية، حيث تنطوي على توجهات النظام، وتَعمَد على تشويه الحقائق، تشويهاً يجعل من أعداء الرسالة، رموزاً عربية، فيما كانت تبرر السلوك المستهجن للانظام، في المنطقة، وابلغ شاهد على انحراف المناهج أنذاك عن مسار الواقع، هو جعلهم السيد الولي العارف( روح الله الخميني) ظالم وهو من يقتل ويقصف، بيد إن الاجيال التي تلقت تلكم الدروس المسمومة، حينما رأت مرقداً شامخاً يلوح بالمجد والخلود، يغفو على متن طهران، يرقد فيه عالماً تحدى الازمنة والقِدم بخلوده السرمدي ، الذي يملأ جنبات العالم ضجيجاً بإحيائه الثورة الإسلامية في العالم من جديد،بان حينئذ زيف الدس في المناهج الدراسية سابقاً،

وبعد زوال الطواغيت، منيت العلمية التربوية بصلب صميمها العلمي، (المناهج الدراسية).بإبادة تعليمية عارمة، بعد إضفاء المؤلفين عليها صفة التعقيد ، بسبب الصعوبة الحالكة التي تكتنف المناهج، حيث يُدَرس الطالب في الصف الثاني، الجذر التكعيبي. او يشتمل علوم الصف السادس الابتدائي، على التفاعلات الفيزيائية والكيميائية،وعامة جسم الانسان التي كانت نسختها في أحياء الثالث متوسط، ومادة الانكليزي على قطع إنشائية صعبة، سيما واننا مجتمع علاقتنا غير قوية بمفاصل اللغة الانكليزية، وكل تلك المواد كان الطالب يدرسها في مراحل عمرية متقدمة، تنسجم مع استيعابه، لذلك انقاذ الواقع مما هو فيه واجب وطني، واكاد اجزم بأنه شرعي كذلك، لان الحال ان بقي على ماهو عليه، سيودي بمستقبل شبابنا الى اودية التخلف، يجب ان يعاد النظر بوضع المناهج، وان كان الهدف منه ارتقاء بالمجتمع، فالمعطيات توحي بخلاف ذلك. لما تشكل الصعوبة من إحباط وموجات يأس عند الطلبة، واما التحضر فمعياره القدرة على التغير في التفكير، وتبدد الثقافات 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك