المقالات

الأنفاق التي أرعبت إسرائيل..!

2076 2018-12-13

علي الطويل

 

في حركة لافتة من الحكومة الاسرائيلية وقادتها الكبار وهم يتحركون نحو الحدود اللبنانية الاسرائيلية ليستعرضوا قوتهم ويبرزوا عضلاتهم ليحققوا نصرا مزعوما على حزب الله باكتشافهم انفاقا دمروها كما زعموا، وبذلك يريدون ايصال رسالة الى داخلهم المتزلزل بانهم مازالوا يمتلكون المبادرة العسكرية والقوة المتفوقة وما على الاخرين الا الاذعان والقبول بالهزيمة.

الغريب في هذه الحركة انها لم تؤد جزء يسير من اهدافها لا الخارجية الموجهة الى حزب الله اولا ومن يقف معه، ولا الداخلية فالاسرائيلين قد تزعزعت ثقتهم بقادتهم منذ وقت طويل وباتوا ينتظرون خطابات زعيم حزب الله ليستمعوا اليه ليعرفوا حقيقة مايجري ليس حبا به بل لان الرجل باعتقادهم صادق في كل مايقول هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فانه يفعل ما يقول.

هذا يعني ان السكوت الذي ابداه حزب الله بحركة مقصودة تجاه استعراض الاسرائيلين على الحدود ادى رسالة مضادة لهذه الحركة فيها رسائل للداخل الاسرائيلي ان ماجرى هو لايستحق الرد وان الانفاق المزعومة ماهي الا وهم في اذهان قادة اسرائيل لانهم لايعرفون كيف تحصل حماس على سلاحها فيريدون ان يقولوا ان استخباراتهم اكتشفت من اين تورد هذه الاسلحة .

اما الرسالة الاخرى التي بعثها حزب الله بهذا الصمت هو ادامة الرعب لدى المسؤولين الاسرائيليين قبل المواطنين لذلك راحت تحليلات المحللين في اوساطهم الاعلامية تتخبط في تحليل هذا السكوت وماذا يخفي حزب الله وراء ذلك.

الحقيقة التي لاتخفى على احد ان حزب الله الذي الحق اول هزيمة كبرى بجيش الكيان الاسرائيلي في عام 2005 قد غير المعادلة وسلب المبادرة من ايديهم واصبح مصدر الرعب الحقيقي في خاصرة اسرائيل ليس فقط في القوة النارية ورد العدوان بل حتى في الحرب النفسية وعلى المواقع الاعلامية فقد وجه فتية حزب الله صفعات كبيرة للاسرائيليين اصبحوا جرائها فزعين مما يبثه هؤلاء الفتية من صور ولقطات من داخل العمق الاسرائيلي لمواقع عسكرية ومقرات حكومية مصحوبة بترجمة عبرية جعلتها ملحمة اعلامية قل نظريرها في طول تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي لعدة عقود مضت حيث اوصلت الاسرائيلين الى الفزع الحقيقي فتفوقت على الماكنة الدعائية الاسرائيلية وهزمتها في وقائع متعددة .

اصبحت تهديدات الاسرائيليين بضرب لبنان تثير الضحك لدى الكثير من اللبنانيين لهزالة مادتها ومنطقها واصبحت كذلك موضع سخرية المقاتل في حزب الله الذي امتلك المبادرة والخبرة والقوة المعنوية في هذه المواجة .وامتلاك حزب الله للصواريخ الدقيقة وذات القوة التدميرية العالية جعل الاسرائيلين يفكرون الف مرة قبل ان يقدموا على عدوان اخر يعرفون نتائجه مسبقا وماحصل في غزة مؤخرا عندما اوقفوا الحرب بعد ايام من بدئها وكانوا ارادوها تدميرية، فما ان استخدمت عدة صواريخ من جانب حماس حتى توقفت واحدثت نزاعات بين زعامات هذا الكيان وكل يلقي باللائمة على الاخر.

فهل سنشهد صراعا مختلفا عما لمسناه في سنوات طويلة مضت عماده انتصار ارادة الايمان والصبر على مصدر العدوان والتوسع ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك