عمار عليوي الفلاحي
يشكل الإعلام أهمية بالغة، في مجمل القضايا ذات تأثير مجتمعي عام، بإعتباره الواسطة الأبلغ من وسائط التأثير الإجتماعي، حيث تأثرت بها المجتمعات تأثراً فاعلاً، نظراً لتداخل الإعلام الصميميبمجمل مفاصل حياتهم الثقافية والسياسية والاقتصادية وغيرها من دقائق الأمور..
حيث له القدرة على حفظ ونقل تأريخ الأمم، و تداول حاضرها المعاش، وهذا النميط كان جلياً منذ الازمنة الموغولة سابقاً،كالدور الذي لعبه الإعلام في مجتمعات الحقبة الجاهلية،حيث ان القبائل أنذاك لم تحقق شيء يذكر ، بقدر ماحققهُ شعرائها، لأنهم كانو اللسان الناطق لقبائلهم، يدافعون عنهم،وينقلون عنهم الحَسِن، في حين يتوارى تحت أقلامهم وئدالبنات وسائر السلوك المستهجن، التي كانت تقوم بهِ القبائل وقتذاك،
ومع إندلاع الثورة التكلنوجية في أواخر القرن العشرين المنصرم، والمتزامن من سرعان وتيرة الحراك بالعالم والمنطقة على نحو التحديد، تضاعفت مهمة الإعلام، وألقيت على عاتقه مهامٍ كثيرة، كوقوفه بوجه سيل الثقافات المسمومة المنهمر ،
أحياناً لاتحتاج مجتمعاتنا الاسلامية الى إن تزج بأنفسها بأفاق الحروب الطاحنة، أو أن تلتزم الموقف المتشنج مع محيطها العالمي، كوسائل للدفاع عن نفسها، صحيح أن الهجمات متعاقبة، والواحدة أشرس من ألاخرى، لكن هنالك أسلحة باردة بإمكاننا أستثمارها، للذودِ عن مجتمعنا وتحصينه أيضاَ ، ومن الآتِ الحرب الصالح جداً إستخدامها أنياً، آلةِ(الإعلام ) حيث انها تشكل رد فعل مناسب تماماً، يقابل مانتعرض اليهِ من حربٍ ناعمةٍ أكول "قوةٍ" ويعاكسها إتجاه، لان من يمعن النظر في مقومات الحرب، يجدها تركز على الجهد الأعلامي،تارةٍ تستخدمه للترويج لبضاعتها المسمومة، كالبرامج الهدامة من الالعاب الممنهجة لإستغفال الناس، واخرى من خلال بث الشائعات المفبركة في أروقة المجتمع،
وعلى غرار المفهوم السائد بعالم كرة القدم( خير وسيلة للدفاع الهجوم) أمام اعلامنا فرصة سانحة جداً، لكسب رهان صراعات" الحرب الناعمة" الدائرة حالياً ، والموجهة ضدنا واقعاً، ويعتمد ذلك على قدرة ماكنتنا الاعلامية مخاطبة الغرب بلغته ، كما دأب هو على تسويقه الثقافات وتمكينه من التأثير في مجتمعنا لانه خاطبنا بلغتناوبما يتناسب مع إنجراف الشباب مع امواجه العاتية،
ومع هذا التدفق الإعلامي المَهول، وإنعكاسه على سلوك الفرد، يتعين على المنظومات الإعلامية، الإرتقاء بواقعها المهني والثقافي،الذي من شأنه ان يساير عجلة التطورات، لاينكر أحد من ان قسمٍ معتد به من انزلقت نحو منحدر التطبيل، للهفوات والأزمات التي تثار عن قصد استعماري ممنهج، فيما ذهبت الاخرى مذاهب التسيس والإنحطاط الاخلاقي ، ومع اهميمة تتطلب المصلحة العامة، النهوض بواقع الإعلام وتوجيهه توجيها صالحاً لمسايرت التطورات، وتدعيم بناه التحتية من خلال الإعداد السليم في كليات الإعلام ، فمثلاً في جامعات لبنان لايقبل الطالب الا اذا اجتاز اختبار المهارة، كثقافته بالغتين العربية والاجنبية، حتى يكون مهيأة للإضطلاع بهذه المهمة التي تعبر واجهة البلد الثقافية، ومانراه اليوم من ركوب موجة الاعلام من خلال الطارئين على الاعلام، يكمن في سبب امتداد افق الاعلام لجعلة مهنة لمن لامهنة له، نعم لابأس ان يتصدى الجميع لمهمة الكتابة والترويج لثقافاتنا والدفاع عن موروثنا وإطلاع العالم على مانتعرض اليه من ظلم واستبداد ، لكن بعد توجية القائمين به توجيهاً يحفظ لحضاراتنا الالق ، وابقائنا مجتمعات ذات رصانة ثقافية محترمة
https://telegram.me/buratha